تختزل قصة الفنان التشكيلي الجزائري "عبد الحق قرقور"، الكثير من السمات الاستثنائية لفنان عصامي بدأ مراودة اللوحات قبل عامين فحسب، لكنه صنع لنفسه هامشا مكّنه من التحليق في فضاءات الجزائر ثمّ نظيرتها المصرية. في حوار خاص ب "الشروق أون لاين"، تطرّق "قرقور" (52 عاما) إلى خروجه من العلب التقليدية إلى خشبات المسرح، وتوشيته لمراكحات تظاهرة "سيرتا شو" قبل ثلاثة أشهر. تابعوا نص الحديث: قدّموا أنفسكم للقراء عبد الحق قرقور من مواليد 25 جانفي 1965 بسطيف، نهائي تقني، المهنة تاجر جملة في الأفرشة، فنان عصامي أنجزت 180 لوحة ولدي معرضان فرديان، كما كانت لي عدة مشاركات عبر 20 معرضا وطنيا، كما مثّلت الجزائر في المعرض الدولي للفنانين والتشكيليين العرب في القاهرة (2015).
كيف انخرطت في منظومة التشكيل؟ الحقيقة بدأت الرسم منذ عامين، وكان ذلك حين رأيت فنانا روسيا يرسم، ولأنني تذوقت العمل، رحت أشكّل عالمي الخاص وخضت في جميع تقنيات التشكيل من الانطباعي، الواقعي وحتى التكعيبي عبر عملي المستمرّ في ورشتي (لدي رواق فني في البيت).
ماذا عن مضامين لوحاتك، واقتحامك السينوغرافيا والتصوير؟ أكثرية الرسومات عن مدينة سطيف، وخاصة البنايات القديمة والمناطق الأثرية التي تحيط بعاصمة الهضاب، قبل أن ألتفت إلى السينوغرافيا والتصوير ولم يكن ذلك معزولا عن رغبتي الدفينة في التطور الدائم، فخضعت لمسارات تكوينية في مدينة سطيف، على منوال تربص درجة ثالثة مع الفنان "العمري كعوان".
كيف جرى التفاعل مع نتاجاتك داخليا وخارجيا؟ أحظى بكثير من الاهتمام ولدي دعوات من تونس وإسبانيا إضافة إلى مناطق عديدة في الجزائر، لكن في مسقط رأسي ليس هناك الكثير من التشجيع خلافا لما هو حاصل خارج سطيف. للأسف الفن التشكيلي حاليا منحصر وتكاد تطبيقاته تنعدم لأسباب عدّة لأنّ غالبية التشكيليين عصاميين وهناك تباعد مع الأكاديميين بفعل وجود "حساسيات"، ما يجعل فرص الامتداد ضئيلة، في وقت صارت حياتي مرتبطة بورشاتي والفن أخذني من كل شيء.
صنعت الحدث مؤخرا بقسنطينة عبر مشاركتك كفنان تشكيلي في المسرح، إلى أي مدى يمكن لهذه التوأمة أن تبتكر الجديد؟ المسرح هو الأب الشرعي لجميع الفنون، وتظاهرة "سيرتا شو" – ديسمبر 2016- أعتبرها تجربة جديدة بالنسبة لي، فلأول مرة أشارك في المسرح، وهي تجربة أولى في الجزائر، وإذا كان جمهور الفن التشكيلي ليس نفسه في المسرح، إلاّ أنني اكتشفت جوا رائعا وسط الخشبات بفعل احتكاك الفنانين وتبادل الأفكار، في الوقت ذاته استحسنت فكرة مشاركة فنان تشكيلي في عمل مسرحي وهي تجربة هائلة أتمنى تعميقها أكثر، لأنّ التشكيليين يستلهمون من المسرحيين والعكس صحيح. وهناك مشروع جديد أسعى من خلاله لإسقاط تقنية جديدة لا تزال تتخمّر.
اعتبارا لمعارضك في الداخل والخارج، كيف تقيّم مستويات الإقبال والتذوق؟ ما يحزّ في نفسي أنّ نسبة قليلة في الجزائر من تأتي لتستفسر، خلافا لما هو حاصل في بلد كمصر، أين لمست قدرا غير قليل من التذوق، ومعه تكاثفت التساؤلات والاستفسارات، لكني أستطيع الجزم بأنّ مستوى الفن التشكيلي في مصر ضعيف مقارنة بالجزائر، وبكل احترام أرى أنّ المصريين لديهم الكثير من "الكلامولوجيا".