في سنة 2015 سبق لي أن ذكرت بأنّ هذه السنة (2015) كانت السنة الأسوأ في تاريخ المناخ حيث كانت بحق سنة المتناقضات التي جمعت بين الفيضانات وفترات الجفاف الطويلة وأضفت أنّ سنة 2016 ستكون ربما السنة الأكثر سخونة في التاريخ الحديث للمناخ. وتجدر الإشارة أنّ إدارة المحيطات والمناخ (NOAA) قد أكّدت أنّ سنة 2016 كانت بالفعل هي السنة التي سجل فيها رقما قياسيا تاريخيا في ارتفاع درجات الحرارة منذ 1880 كما أكّدت تلك أيضا الوكالة الأمريكية للفضاء (NASA) وقد شكلت السنة الثالثة على التوالي الأكثر سخونة مع سنتي 2014 و2015. وفي هذا السياق تم تسجيل أرقام قياسية في مختلف دول العالم بحيث ارتفعت درجة الحرارة فوق سطح الأرض ب 1.43 درجة فوق المعدل السنوي المسجل في القرن 20 أي الأعلى منذ 136 سنة. وقد بلغت أعلى مستوى لها شرق الولاياتالمتحدةالأمريكية وغرب كندا وعموم أمريكا الجنوبية ودول غرب إفريقيا وشرق روسيا ومساحة كبيرة من أستراليا.. كما كانت أعلى نسبة قد سجلت في البحار والمحيطات رافقها بداية ذوبان جليد القطبين الشمالي والجنوبي بوتيرة متسارعة حيث تفككت رقعة جبال الجليد التي اندفعت نحو المحيطات مساهمته في التغيير المناخي . ففي القطب الشمالي أكّد المركز الوطني للثلوج والجليد أنّ منحنى جبال الجليد في المحيط قد انخفضت إلى 10 مليون كلم2 في القطب الشمالي أي أصغر مساحة تسجل منذ بداية مراقبة القطب الشمالي بواسطة الأقمار الصناعية نهاية 1970. وفي القطب الجنوبي انخفضت نسبة انكماش مساحة القطب الجنوبي تقدر ب 11.1 مليون كلم2 لتصل إلى أدنى مستوى لها سنة 2016. فهل ستمنح سنة 2017 مهلة لكوكبنا حسب خبراء المناخ فإنّ سنة 2017 قد تكون أقل سخونة من السنوات الثلاثة السابقة 2014-2015-2016 غير أنّه يتوقع أن تكون السنوات الموالية أكثر سخونة حيث ينتظر أن يتواصل وللسنوات المقبلة ارتفاع درجات الحرارة في عموم الكرة الأرضية. وعلى كل حال سنة سعيدة للجميع.ومع ما يتوقع من استقرار في سنة 2017 فإنّ الأمل معقود على أن تسمح هذه الانذارات التي ترسلها لنا الكرة الأرضية بتكفل الحكومات والهيئات الدولية والمجتمعات المدنية بهذه التغيرات بوصفها الوعاء التي تنضج داخله المشاريع وتستجمع فيه القوى الموهلة للشرح والفعل حتى نتوصل إلى أحداث تغيير في نموذج الحياة وأنظمة الإنتاج والاستهلاك وهذا ما نتمنى أن يتحقق سنة 2017.