أعلنت كوريا الجنوبية، الأربعاء، أن الرجل الكوري الشمالي الذي اغتيل في ماليزيا هو كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مؤكدة بذلك صحة تقارير إعلامية أفادت بأنه تعرض لعملية اغتيال في مطار كوالالمبور. وقال المتحدث باسم وزارة شؤون التوحيد المولجة العلاقات بين الكوريتين شونغ جون هي: "إن حكومتنا واثقة من أن الرجل الذي اغتيل هو كيم جونغ نام". وقبيل هذا التأكيد الرسمي أعلن الرئيس الكوري الجنوبي هوانغ كيو اهن، إن اغتيال كيم جونغ نام، "إذا تأكد" إنما يجسد "وحشية" النظام الحاكم في بيونغ يانغ و"افتقاره إلى الإنسانية". وبحسب المتحدث باسم الرئيس الكوري الجنوبي فقد قال الأخير خلال ترؤسه اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن القومي، أنه "إذا تأكد اغتيال كيم جونغ نام فإن هذا سيكون نموذجاً يثبت وحشية النظام الكوري الشمالي وافتقاره إلى الإنسانية". وأضاف "نحن نأخذ هذه القضية على كثير من محمل الجد ونحن نبقي عيننا على الشمال". وأكد الرئيس الكوري الجنوبي، إن حكومته على تعاون وثيق مع السلطات الماليزية من أجل جلاء ملابسات هذا الاغتيال الغامض. وبحسب قناة شوسون التلفزيونية الكورية الجنوبية، فإن امرأتين مجهولتين استخدمتا حقناً مسممة لاغتيال الرجل البالغ 45 عاماً أثناء وجوده في مطار كوالالمبور، الاثنين، قبل أن تلوذا بالفرار في سيارة أجرة. من جهتها، أعلنت الشرطة الماليزية، أنه تم نقل رجل كوري مريض لم تعرف هويته من مطار كوالالمبور الدولي إلى المستشفى وقد توفي في الطريق. وكان كيم جونغ نام يعتبر وريثاً للسلطة على رأس بلده، لكنه خسر حظوة والده كيم جونغ ايل بعد محاولة فاشلة لدخول اليابان بجواز سفر مزور لزيارة متنزه "ديزني لاند" الترفيهي. وكان يقيم منذ ذلك الحين خارج البلاد وبشكل خاص في منطقة ماكاو الادارية الخاصة الصينية . وتولى كيم جونغ أون الأخ غير الشقيق لكيم جونغ نام السلطة في كوريا الشمالية بعد رحيل والدهما في ديسمبر 2011. وكان كيم جونغ نام المعروف بتأييده للإصلاح في كوريا الشمالية، قال سابقاً لصحيفة يابانية، إنه يعارض نقل السلطات ضمن العائلة في بلاده. كما كان مقرباً من زوج عمته جانغ سونغ ثيك الذي كان يعتبر المسؤول الثاني في كوريا الشمالية بشكل غير رسمي والمرشد السياسي للزعيم الحالي. وقد أعدم سونغ ثيك في العام 2013. وسبق أن استهدف كيم جونغ نام في السابق. ففي أكتوبر 2012 قال مدعون عامون في كوريا الجنوبية، أن معتقلاً كورياً شمالياً بتهمة التجسس أقر بضلوعه في مؤامرة لتدبير حادث سير مفتعل بهدف قتل كيم جونغ نام في الصين عام 2010. وفي 2014 أفادت معلومات أن كيم جونغ نام كان متواجداً في إندونيسيا حيث شوهد في مطعم إيطالي يديره رجل أعمال ياباني في جاكرتا، وإنه كان يتنقل بين سنغافورة وإندونيسيا وماليزيا وفرنسا. وفي العام 2012 أفادت صحيفة روسية، إن كيم جونغ نام يواجه مشاكل مالية بعدما قطعت عنه الدولة الشيوعية التمويل بسبب تشكيكه في سياسة الوراثة العائلية للسلطة. وأفادت الصحيفة الروسية الأسبوعية "ذي ارغومنتي اي فاكتي"، إنه طرد من فندق فخم في ماكاو حين بلغت ديونه 15 ألف دولار. وولد كيم جونغ نام من علاقة أقامها والده خارج إطار الزواج، مع سونغ هاي ريم الممثلة المولودة في كوريا الجنوبية وتوفيت في موسكو. ويحاول الزعيم كيم جونغ أون تعزيز قبضته على السلطة أمام الضغوط الدولية المتزايدة حول برنامج كوريا الشمالية النووي والصاروخي. وقد أثارت التجربة الصاروخية التي أجرتها كوريا الشمالية، الأحد، إدانة من مجلس الأمن الدولي، الاثنين.