جامع الجزائر: منارة حضارية تعمل على تعزيز المرجعية الدينية الوطنية والحفاظ عليها    مصنع الإسمنت ببني صاف: تصدير حوالي 35 ألف طن من مادة الكلينكر خلال عام 2024    المغرب يقف على مفترق طريق خطير    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48239 شهيدا و111676 جريحا    "الجرائم النووية الفرنسية في رقان", عنوان مؤلف جديد يثري مكتبة الذاكرة الوطنية    الشلف: إيداع 61 قطعة أثرية بالمتحف الوطني العمومي "عبد المجيد مزيان"    سعيود يحث على الاستغلال الأمثل للإمكانات    هل يُعاد إنتاج نكبة عام 1948؟    صحفي إسباني: المغرب لا يريد شهودا    صادي المرشّح الوحيد لخلافة نفسه    دراجات/ طواف الجزائر 2025: كوكبة الدراجين تشد الرحال نحو بوسعادة    مدير رياضي فرنسي يهاجم بلايلي    أمطار رعدية مرتقبة على ولايات شرق البلاد بداية من زوال يوم الخميس    أسر تشرع في كسوة الأبناء للعيد قبل رمضان    الأسلاك الأمنية ترفع وتيرة مكافحة الجريمة    الجامعة الجزائرية واكبت كل التحوّلات    التعاون في مجال التكنولوجيات الفضائية محور لقاء    صناعة الكتاب بالجزائر تشهد حركية    كيف كان يقضي الرسول الكريم يوم الجمعة؟    سايحي يواصل مشاوراته..    المجلس الشعبي الوطني: انطلاق أشغال يوم دراسي حول التفجيرات النووية الفرنسية في الجزائر    تواصل أشغال الدورة العادية ال46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي في أديس أبابا    صناعة صيدلانية : قويدري يبحث مع نظيره العماني سبل تعزيز التعاون الثنائي    السيدة مداحي تترأس اجتماعا تقييميا حول مخطط عمل الديوان الوطني الجزائري للسياحة    أشغال عمومية : رخروخ يستقبل وزير الري والصرف الصحي والبيئة النيجيري    العرض الشرفي لمسرحية " عزف الضمير" بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي    فلسطين: استشهاد 13 طفلا في الضفة الغربية منذ بداية السنة    وزير الصحة يستقبل وفدا عن النقابة الوطنية لأساتذة التعليم شبه الطبي    حكاية الحرف مع الذكرى والقصيدة مع الوجدان..!    سلطة ضبط السمعي البصري توجه إعذارا لقناتي الحياة والشروق    من المعتقلين في سجون الاحتلال    المتهمون طالبوا بتبرئتهم لكون الحادثة قضاء وقدر    والي ولاية الجزائر بتفقد عدة مشاريع تنموية بالعاصمة    وكالة الإنباء الجزائرية ترد عن الأكاذيب وافتراءات النظام المغربي    فكّ الاختناق المروري على العاصمة    مجلس الأمة يشارك في جلسة استماع برلمانية بالأمم المتحدة    المخزن.. اكذب ثم اكذب حتى يصدّقك الناس    أنبوب الغاز العابر للصحراء تحقيق للتكامل الإقليمي    تحسبًا لاستدعاء الأفضل منهم خلال المعسكرات القادمة.. بيتكوفيتش يواصل استكشاف اللاعبين المحليين    أحمد ماضي : صناعة الكتاب في الجزائر تشهد حركية هامة    دراجات/طواف الجزائر 2025: ياسين حمزة يسيطر ويحقق الفوز الرابع تواليا ويحتفظ بالقميص الأصفر    إطلاع الجمهور على إنجازات المؤسسة العسكرية    جامعة قسنطينة تكشف عن آخر ابتكاراتها    برنامج استعجالي للقضاء على أزمة الماء    ميزانية ولاية تلمسان ترتفع إلى 690 مليار    9 أسواق تضامنية وتجنيد 239 عون رقابة    قيم الإنسانية اقترنت بالحق والفعل    استنطاق الآثار للحفاظ على الموروث ومنع التزييف    صايفي يطرح مشكلة اللاعبين المسلمين في فرنسا    دوغاري الفرنسي ينتقد بن ناصر وغويري    الدكتور لبجيري يرافع من أجل المنظومة القيمية    مستقبل الرويسات يعمق الفارق ورائد القبة يضيع فرصة "ذهبية"    وزير الصحة يستمع لانشغالاتهم..النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة تطالب بنظام تعويضي خاص    وزير الصحة يلتقي بأعضاء النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة للصحة العمومية    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"لا أتمنى عودة البصر بعد الذي أنجزته في سنوات العمى"
الطالب "الكفيف" حسان عساس صاحب أعلى معدل بالجامعات الجزائرية للشروق

يصنع الطالب حسان عساس الحدث في الوسط الجامعي، ليس في كلية الأدب بجامعة باتنة فحسب، بل في الجزائر قاطبة، حيث تفوق هذا الطالب الكفيف، نعم الكفيف على جميع المبصرين واحتل الرتبة الأولى محليا ووطنيا خلال سنوات الليسانس بمعدل 17.64، ثم بسط سيطرته خلال مرحلة الماستر بمعدل خيالي ب 18.31، ما جلب له إشادات وتكريمات رسمية، كما جعلت أقرانه يتهافتون على مساعدته خلال المشي أو في حمل محفظته.

فقد البصر ونال البكاوريا رغم عدم دراسته طيلة السنة!
في الواقع ولد "الشاطر" حسان مبصرا في 19 مارس 1993، الموافق لعيد النصر بثنية العابد ولاية باتنة، وتتلمذ بمدرسة سليمان بلهوشات، فإكمالية عمار بلدية بذات المدينة قبل أن يدرس العلوم التجريبية بمتقن محمود الواعي، ورغم أنه كان متفوقا ومولعا بالكرة ولا يعاني من أي مشكلة إلا أن القدر فاجأه ذات صباح موافق ليوم من أيام ديسمبر 2011 أي في مستهل السنة الثالثة ثانوي بمصيبة كبرى حينما أصبح كفيفا بعد ما أمسى مبصرا، يقول "لم أصدق أنني فقدت البصر، لأني نمت ليلتي تلك هادئا ومبصرا، والمشكلة أن ذلك تزامن مع بداية سنة امتحان البكالوريا، لذا زرت أطباء وانقطعت تماما عن الدراسة، وأجريت عملية في العين شهر أفريل 2012، وأذكر أني استرجعت بصري لفترة وجيزة فقد فتحت عيني في البيت وصادفتني لوحة حائطية بها سور المعوذتين بقوة بصر خارقة لم يسبق لي أن شاهدت بها، ثم وبعد ربع ساعة سادت الظلمة وصرت كفيفا بصفة نهائية".
قبل أيام من امتحان البكالوريا دورة جوان 2012، عاش حسان فترة عصيبة ما بين التقدم للامتحان أو المكوث في البيت، غير أن والدته كانت سببا حاسما في خوض المغامرة رغم كل شيء، يقول "كان مرجع ترددي سببه أنني لم أدرس طيلة الموسم الدراسي بسبب الحادثة، لذا نويت الاستعداد للسنة القادمة، غير أن أمي التي أدين لها بكل نجاحاتي شجعتني على الامتحان قائلة "جرب برك وربي معاك"، فاستسلمت لكلمتها السحرية وامتحنت وكانت النتيجة معدل 12 في شهادة البكالوريا". و جراء هذا السبق الصعب لطالب كفيف لم يدرس طيلة السنة ونجح، حيث سقط الكثير من المبصرين في امتحان العلوم التجريبية، تم تكريمه برحلة نحو تركيا، غير أنه لم يتمكن من السفر لظروف قاهرة.

أعلى معدل وطني في الماستر ب18.31
سطع نجم الشاب المجتهد بالجامعة، فرغم حيازته لشهادة البكالوريا في العلوم التجريبية فقد قرر تغيير الوجهة نحو الأدب تخصص اللغة، فكان يدرس بالقسم معتمدا على السماع فقط، غير أنه كان يواظب على التعمق من خلال الأنترنت وتطبيق جاوس الناطق، ومكنه ذلك من التفوق على دفعته خلال مرحلته الجامعية أولا على مستوى جامعات الوطن بمعدل 17.64 خلال سنوات الليسانس، ثم رسخ الامتياز خلال مرحلة الماستر 2 بمعدل خارق قدره 18.31 وهو الأعلى على مستوى الجزائر قاطبة، وجلب له ذلك التكريم تلو الآخر من خلال مسؤولي الجامعة ووالي الولاية، حيث سيتقدم بمذكرة تخرج تحت عنوان "دور الوسائل التعليمية في تنمية المهارات التواصلية واللغوية لدى الكفيف قارئ الشاشة أنموذجا". وبالموازاة مع نشاطه الدراسي البارع، ساهم الطالب النجيب مؤخرا في الإشراف على نشاط علمي وثقافي بين ممثلي عدة جامعات يشبه مسابقة ما بين الثانويات، وهو أول نشاط نوعي تحتضنه الجامعة الجزائرية منذ نشأتها.

حفظ نصف القرأن في شهرين وأتم الباقي في العطل الصيفية!
لا تخلو حياة هذا الكفيف المتفوق من العبر والعظات أهمها أنه يفاجئك كما يفاجئ جميع معارفه ومحدثيه بقوله "الحمد لله على نعمة العمى"، فتراجعه فيقول لك ملحا واعيا "لا أتمنى أن يعود لي البصر، لأنني لم افعل به شيئا طيلة 19 سنة، بل إن حياتي الحقيقية بدأت حينما صرت كفيفا"!
كثيرة هي الأسباب التي تدفعه لقول ذلك بالفم المليان وبالقناعة التامة وبراحة نفسية مطلقة، يكشف سر الأسرار باعترافه المحير "عندما فقدت البصر ولدت لدي أهداف وإرادة خارقة. في السابق كانت كرة القدم تأخذ وقتي بما أني كنت لاعب وسط هجومي بارع وموهوب، وحينما فقدت نعمة البصر تفرغت بعدها للأمور الجوهرية، صرت أصلي في الوقت، أحفظ القرآن الذي أنهيته منذ فترة، تخيل فقد حفظت بعد فقدان بصري 30 حزبا خلال شهرين، ثم أكملت البقية خلال العطل الصيفية حتى فرغت منه خلال ثلاث سنوات والحمد لله". لا تتوقف أحلام الفتى الخارق ها هنا، بل تتعداها إلى أفق دون حدود، يكشف ذلك بقوله "حلمي الآن أن أنال شهادة الدكتوراه وأصبح أستاذا في الجامعة مثل أستاذتي وقدوتي الدكتورة زبيدة بن سبع، كما أستعد للزواج قريبا من امرأة متعلمة مبصرة قبلت أن تكون زوجة لي وهي مستعدة أن تتحمل مساعدتي للتحضير لنيل الدكتوراه".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.