عين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الاثنين، الجنرال هربرت ماكماستر مستشاراً جديداً للأمن القومي خلفاً لمايكل فلين، الجنرال المتقاعد من الجيش الذي أقيل من منصبه، يوم 13 فيفري الجاري، بعد تقارير عن أنه ضلل مايك بنس نائب الرئيس. وقوبل اختيار المستشار الجديد بالترحاب من جانب السياسيين والمحللين، حتى من قبل السيناتور جون ماكين، الذي انتقد كثيراً قرارات ترامب. فمن هو هربرت ريموند ماكماستر؟ خدم الليفتانت جنرال ماكماستر في مواقع قيادية خلال حرب الخليج في أوائل التسعينيات، وفي القيادة المركزية خلال حرب العراق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ومنح نوط النجمة الفضية للشجاعة لأعماله. وتولى في أفغانستان إدارة قوات الشفافية ومكافحة الفساد. ويعرف عنه أيضاً اهتمامه الأكاديمي بالتاريخ، وأفاد من هذا في أرض المعركة. وقد تخرج في الأكاديمية العسكرية في الولاياتالمتحدة في 1984، ثم أصبح باحثاً في التاريخ العسكري. وحصل على درجة الماجستير في التاريخ من جامعة نورث كارولينا في 1994، ودرس التاريخ في الأكاديمية العسكرية لمدة عامين، قبل أن يحصل على الدكتوراه في التاريخ في 1996. ونشر في العام نفسه كتاباً عن تاريخ حرب فيتنام، تحت عنوان "التقصير في الواجب"، انتقد فيه بشدة عملية اتخاذ القرار في واشنطن خلال تلك الحقبة. وأثنت مراجعة صحيفة نيويورك تايمز للكتاب على ماكماستر "لخوضه غمار سجلات جميع اجتماعات قيادة الأركان"، منتهياً إلى أن الحرب "خسرتها واشنطن.. حتى قبل نشر أولى وحدات الجيش". وقد أثارت هذه العقلية الأكاديمية، وهذا النهج المثقف، في النظر إلى قيادة الجيش، كثيراً من الناس خلال ذلك الوقت في العراق وفي أفغانستان. ووُصف ماكماستر على نطاق واسع بأنه مفكر عسكري عميق، وقالت مجلة تايم، إنه "قد يكون مفكر الجيش المحارب البارز في القرن الحادي والعشرين". وفي عام 2005 قاد عملية تلعفر في العراق، وهي العملية التي تعد نموذجاً للنجاح في حرب صعبة. وسيطر على البلدة، بقطع الطريق من الخارج على المسلحين، ثم التسلل ببطء وثقة إلى أحياء البلدة، تاركاً بعض القوات متمركزة في بؤر محددة حتى لا يسمح للعدو بالعودة، في مخالفة كبيرة للإستراتيجية الأمريكية السابقة. وأثنى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على منهج ماكماستر، وكذلك وزيرة الخارجية السابقة، كونداليزا رايس. كما حظي بالثناء أيضاً من عدد من الكتاب والعسكريين. وعاد ماكماستر إلى بغداد في 2007، ليكون جزءاً مما عرف - بطريقة غير رسمية - باسم "مركز عقول بغداد"، إلى جانب بعض الأكاديميين العسكريين الآخرين، الذين كانت مهمتهم التوصل إلى منهج جديد في الحرب. وأخذ يطبق منهجه في التفكير العميق في عمله في مركز الجيش لتكامل القدرات، الذي بدأه في 2008. وعمل أيضاً قائداً لمركز التميز لمناورات الجيش. وخلال تلك الفترة رقي حتى بلغ رتبته الحالية لمساهماته.