قدم مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايكل فلين، استقالته، فجر أمس، على خلفية الجدل الذي أثير بشأن إجرائه مكالمة هاتفية مع السفير الروسي في واشنطن، في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما. قال فلين في خطاب استقالته ”للأسف .. بسبب تسارع وتيرة الأحداث.. فقد أخطرت نائب الرئيس المنتخب وآخرين دون قصد بمعلومات غير كاملة في ما يتعلق باتصالاتي الهاتفية مع السفير الروسي. اعتذرت للرئيس ولنائب الرئيس وقد قبلا اعتذاري”. وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل استقالة مستشاره لشؤون الأمن القومي مايكل فلين، التي قدمها بعد ساعات من إعلان ترامب أنه ”يجري تقييما للوضع” بشأن المباحثات التي أجراها فلين مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك قبل أسابيع من انتهاء عهد باراك أوباما، ونصحه فيها بعدم إبداء أي رد فعل على العقوبات، على اعتبار أن إدارة ترامب ستتمكن من مراجعتها. وعين ترامب على الفور الجنرال المتقاعد جوزيف كيث كيلوج (كان كبير الموظفين في مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض)، كقائم بأعمال مستشار الأمن القومي عقب استقالة الجنرال فلين. وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن اسم الجنرال المتقاعد ديفيد بتريوس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية مؤشح لتولي المنصب. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن ”الرئيس يجري تقييما للوضع” وإنه تحدث بهذا الصدد ”مع نائب الرئيس مايك بنس ومسؤولين آخرين بشأن ما يعتبره الموضوع الأهم على الإطلاق، ألا وهو أمننا القومي”. الكرملين: ”إقالة” فلين شأن داخلي أمريكي. وفي السياق، أعلن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية، يوم أمس، أن الكرملين يرى في ”إقالة” مستشار ترامب لشؤون الأمن القومي، مايكل فلين، شأنا داخليا أمريكيا، ولا يريد التعليق بشأنه. وقال بيسكوف للصحفيين: ”إنها قضية داخلية للولايات المتحدة، وقضية داخلية لإدارة الرئيس ترامب، هذا ليس شأننا”. ونقلت سبوتنيك تصريحات بيسكوف، قال فيها أنه من المبكر الحديث عن بعث وتوجيه العلاقات الروسية الأمريكية. وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما الروسي قال إنّ استقالة فلين تشير إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد بات في ورطة، أو أن إدارته ”أصابتها” مشاعر مناهضة لروسيا. ونقلت وكالة نوفوستي للأنباء عن النائب كونستانتين كوساتشيف قوله ”إما أن ترامب لم يحصل على الاستقلال اللازم وبات بالتالي في ورطة، أو أن الخوف من روسيا أصاب بالفعل الإدارة الجديدة أيضاً من الأعلى إلى الأسفل”. وكانت صحيفتا ”واشنطن بوست” و”نيويورك تايمز” قد نقلتا عن مسؤولين حاليين وسابقين بارزين في الإدارة الأمريكية أنه من خلال تنصت أجهزة الاستخبارات على محادثات فلين وكيسلياك، تبين أن الجنرال المتقاعد قدّم النصيحة للسفير الروسي بعدم إبداء أي رد فعل على العقوبات وأن إدارة ترامب ستتمكن من مراجعتها. وبعد أن كان فلين نفى أن يكون قد ناقش مع السفير الروسي مسألة العقوبات، عاد وقال عبر متحدث باسمه إنه لا يذكر ما إذا كان قد ناقش الأمر. ودفعت القضية بالعديد من النواب الديمقراطيين للمطالبة بإقالة فلين، بعد أقل من شهر على تولي إدارة ترامب السلطة. واستقال فلين فجر الاثنين، بعد التأكد من أنه ناقش بالفعل العقوبات الأمريكية على روسيا مع السفير الروسي لدى الولاياتالمتحدة، قبل تولي ترامب السلطة، وأنه ضلَّل نائب الرئيس مايك بنس بشأن تلك المحادثات.