قبل أيام معدودة عن موعد امتحانات الثلاثي الأول بالمؤسسات التربوية بتقرت، المرتقبة بداية الأسبوع القادم، ازدادت مخاوف الأولياء على فلذات أكبادهم المتمدرسين في مؤسسات تربوية أصبحت تستقطب بمحيطها عصابات خطيرة تزرع الرعب وتروج السموم وتضايق التلاميذ والأساتذة على حد سواء، تتضاعف أكثر خلال فترة الامتحانات. ففي السنوات الأخيرة، أضحت واجهة المؤسسات التربوية المنتشرة بمختلف بلديات المقاطعة الإدارية تقرت، خاصة الثانويات والمتوسطات، مكانا خصبا لمراهقين مشكلين عصابات وجماعات أحكموا قبضتهم على محيط هذه المرافق التربوية ليمارسوا هوايتهم المفضلة من خلال مضايقة التلاميذ أثناء خروجهم من المدارس أو التحرش بالتلميذات أو سرقتهن وابتزازهن، حيث دقّت جمعيات أولياء التلاميذ ناقوس الخطر وأبلغت المصالح الأمنية بهذه الأخطار التي أصبحت تهدد أمن وسلامة أبنائهم والأسرة التربوية، حيث صرّح رئيس جمعية أولياء التلاميذ لمتوسطة تجيني محمد بحي ذراع البارود بالنزلة، السيد باساسي ل "الشروق"، بأن الوضع أصبح لا يحتمل بمحيط هذه المؤسسة من طرف غرباء وعصابات تجاوزت حدود الاعتداءات والمضايقات، بل وصل الأمر إلى لقطات وتحرشات خادشة بالحياء تجاه أبنائهم. أما بتبسبست، فقد اشتكى عدد من الأولياء من المحيط المتعفن لعدد من المتوسطات التي أصبحت واجهاتها وكرا لترويج المخدرات وترويع التلاميذ وأصبحت مكانا لاستعراضات الدراجات النارية وسرقة أغراض التلاميذ. وفي ذات السياق، اعترف عدد من مديري المؤسسات التربوية بأن محيط بعض المؤسسات التربوية أصبح ساخنا في عدد من الأحياء. ورغم أن المسؤولية القانونية تنتهي عند مغادرة التلاميذ المدرسة، إلاّ أنهم راسلوا وبلّغوا الجهات الأمنية بالوضع في العديد من المناسبات لتأمين محيط المدارس. وأوضح عدد منهم أنه وبالرغم من التأثير السلبي لهذه الظواهر إلاّ أن الأمور تسير في أحسن الظروف داخل الحرم المدرسي بتضافر جهود الطواقم التربوية في فرض الانضباط والصرامة. أما بمتوسطة حي 5 جويلية بالزاوية العابدية، فقد اشتكى الأولياء من التسيب الحاصل داخل وخارج المؤسسة التربوية التي يبلغ عدد التلاميذ فيها 460 ومن دون مستشار للتربية أو مساعدين تربويين منذ بداية الموسم، ما خلق جوّا من الفوضى العارمة لم يشجع التلاميذ على الدراسة ولم يساعد الأساتذة على التدريس. أما بمتوسطة الشهيد بدودة السايح بتماسين فأصبح التلاميذ عرضة للاستفزاز يوميا من خلال تصوير التلميذات وهن يمارسن التربية البدنية من طرف مراهقين مستغلين هشاشة الجدار الخارجي. وطلب عدد من رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ، في اتصال ب "الشروق"، من المصالح الأمنية بتقرت اتخاذ إجراءات أمنية استثنائية أثناء فترة امتحانات الفصل الثاني التي تكثر وتتضاعف فيها الحوادث والاعتداءات بسبب تجمعات التلاميذ، مثلما حصل في امتحانات الثلاثي الأول بواجهة ثانوية لزهاري التونسي بالزاوية العابدية التي شهدت مواجهات دامية بالأسلحة البيضاء بين مجموعة من المراهقين، أسفرت عن عدد من الجرحى في صفوف التلاميذ وإغماءات وسط التلميذات، في الوقت الذي شهدت فيه مؤسسات أخرى بتقرت رشقا بالمفرقعات والحجارة ومطاردات بالكلاب لتلاميذ كانوا ينتظرون موعد فتح الأبواب لاجتياز الامتحان بعد خروج زملائهم من مستويات أخرى. كما اضطر عدد من مديري المؤسسات التربوية إلى اعتماد فترة واحدة في اليوم لكل مستوى لتجنب التجمعات والاحتكاكات والانتظار أمام المدارس.