تعيش العديد من المؤسسات التربوية كالثانويات وخاصة المتوسطات المنتشرة عبر إقليم المقاطعة الإدارية تقرت سلوكيات ومظاهر سلبية غريبة عن المجتمع التقرتي بمحيط هذه المدارس، أبطالها مراهقين وشباب في مقتبل العمر لا علاقة لهم بالدراسة خلال هذه الفترة التي يجتاز فيها التلاميذ امتحانات الثلاثي الأول. انزعج العديد من الأولياء من السلوكيات الخطيرة التي أصبحت تهدد أبناءهم، خاصة خلال فترة الامتحانات في المدارس التي أصبح محيطها يستقطب وجوها غريبة لا تبعث على الارتياح وتثير الرعب دون حسيب أو رقيب، حيث أصبحت تحت قبضتهم في الفترات التي ينتظر فيها التلاميذ وقت فتح أبواب المدرسة للسماح لهم باجتياز الامتحانات مباشرة، بعد أن يكمل زملاءهم في مستويات أخرى امتحاناتهم، إذ يستغل عدد من المراهقين والشباب تجمع التلاميذ لرشقهم بالمفرقعات التي تحدث رعبا وتدافعا وصراخا، خاصة لدى الإناث المستهدفين بهذه المفرقعات، كما يفضّل عدد أخر مضايقتهن والتحرش بهن، أما كوكبة أخرى فتستعرض مهاراتها في القيادة الجنونية للدراجات النارية المختلفة الأحجام ذات الأصوات المزعجة، فيما يتباهى آخرون بكلاب منزلية ك "البيتبول" و"الكانيش" للتجوّل بها بمحيط المؤسسات التربوية وخاصة المتوسطات. وتساءل الأولياء في حديثهم ل"الشروق" عن من يتحمّل مسؤولية أمن وسلامة أبناءهم في ظل النقص الفادح للدوريات الأمنية بالقرب من المدارس التي تسببت في المواجهات العنيفة التي وقعت قبل أيام أمام ثانوية لزهاري التونسي ببلدية الزاوية العابدية أمام أنظار التلاميذ، كما تساءلوا عن أسباب استفحال هذه الظاهرة الغريبة ودور الطاقم التربوي فيما يحدث، حيث أوضح عدد من مديري المدارس بمدينة تقرت أن هذه الإشكالية فعلا أصبحت مصدر قلق كبير لهم مع كل موعد للامتحانات، كما أكدوا أن تأمين المحيط الخارجي ليس من مهامهم، بل حتى الطاقم التربوي والأساتذة تعرضوا لهذه المضايقات وانزعجوا من هذه التصرفات، ما جعل عدد من مديري المؤسسات التربوية يجتهدون في تعديل رزنامة الامتحانات باعتماد فترة واحدة في اليوم لكل مستوى، لتفادي الانتظار والحركة الكثيفة والتجمعات، فيما أوضح آخرون أن هذه الظواهر تسجل في فترة الظهيرة التي تقل فيها الحركة وتسجل أيضا في المدارس المعزولة عن الطرقات والشوارع الحيوية، كما أشار مساعدين تربويين أن عمليات التفتيش الفجائية للتلاميذ أثمرت على ضبط العديد من المتمدرسين بحوزتهم مفرقعات ومبالغ مالية وحتى سجائر وأسلحة بيضاء، متسائلين عن دور الأولياء في مراقبة أبناءهم الذين يساهمون في هذه الظاهرة التي تؤدي إلى العنف المدرسي وارتفاع نسبة التلاميذ المدمنين على الأفات الاجتماعية. وناشد الأولياء عبر "الشروق" المصالح الأمنية بسط سيطرتها على محيط المؤسسات التربوية وتأمين أبناءهم من كل المخاطر التي تتربص بهم، وإزالة كافة المظاهر السلبية وغير الأخلاقية التي شوهت صورة المدرسة بتقرت أمام أنظار أبناءهم في عمر الزهور.