تعتبر الزاوية العثمانية من أعرق الزوايا بولاية بسكرة والجزائر عموما، حيث تحوي على أكثر من 1500 كتاب وزهاء 4000 مخطوط، إذ يعود أقدم كتاب يزين رفوف مكتبتها إلى سنة 350 سنة هجرية. ويؤكد شيخ الزاوية العثمانية أن هذه الزاوية تأسست سنة 1780 من قبل علي بن اعمر العبدلي الإدريسي، بإذن من شيخيه محمد بن عزوز البرجي، وهو أحد تلامذة الشيخ سيدي أمحمد الأزهري دفين منطقة بلكور بالعاصمة، وهي إحدى الزوايا التي تتبع الطريقة الرحمانية، حيث تلقن التلاميذ والطلبة التربية الصحيحة وتعاليم الدين السليمة وتحفيظ القرآن وتلقين علومه وعلوم الحديث. وحسب شيخ الزاوية فإن هذه الأخيرة مر عليها سبعة مشايخ منذ تأسيسها، وكانت مأوى للمجاهدين أيام الحرب التحريرية، وبعد الاستقلال تمحور عملها في التربية والتعليم، وإصلاح ذات البين والفصل في الخلافات العائلية والمشاكل بين الأفراد، حيث يحضر وجهاء المنطقة وكبارهم وكذا من العلماء والأئمة لتطييب الخواطر والسعي للصلح بين المتخاصمين. وتضم الزاوية العثمانية مكتبة بها أكثر من 1500 كتاب ما بين علوم القرآن والأحاديث والفقه والطب وغيرها فضلا عن 4500 مخطوط، حيث يعود أقدم كتاب إلى سنة 350 الهجرية، وهو كتاب متعلق بعلوم القرآن وتفسيره للوردي، ناهيك عن وجود عشرات الكتب والمؤلفات والمطبوعات القديمة التي تعود إلى القرن 15، وهي تعد من الوثائق النادرة حسب شيخ الزاوية، والتي تستدعي التحقيق التدقيق من طرف أساتذة متمرسين من أجل إعادة الاعتبار لهذه المؤلفات القيمة والسعي لطبعها، ويضيف المتحدث أن لهذه الزاوية تقاليدها الخاصة حيث تقوم بتمويل نفسها بنفسها وذلك بفضل الأوقاف والحبوس التي وضعت تحت تصرفها من طرف المحسنين، حيث تسهر على توفير كافة المتطلبات للطلبة والمتمدرسين الذين يدرسون بها لمدة ثلاث سنوات يتعلمون خلالها أصول الفقه وعلوم القرآن والحديث ثم يتم إرسالهم إلى المعاهد الإسلامية لتطوير الإطارات للحصول على شهادات عليا في مجال الإمامة والخطابة.