بينت ولاية الجلفة على هامش الأسبوع الثقافي الوطني الذي ألم الولايات الأربع كالشلف والمدية وعين الدفلى وكذا الجلفة والتي شاركت بمهرجاناتها الفنية والثقافية بمناسبة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية و هذا على مدار ستة ايام والتي أسدل الستار عن فعاليتها مؤخرا، تلك الهياكل الدينية المتجلية في الزوايا التي معظمها تأسست في العهد العثماني وبداية الإستعمار ولم يقتصر نشاطها على التربية و التعليم و التحصين الثقافي والحفاظ على اللغة العربية والتقاليد الإسلامية و الهوية الحضارية وإنما تجاوز ذلك لقيامها بأنشطة إجتماعية وسياسية وحسب المعلومات التي نقلتها دار الثقافة لأولاد نايل أن الزوايا تواصلت أدوارها بالإعتماد وبشكل أساسي على الجهود الذلاتية والمساعدات العينية للمسلمين في فترة الثلاثينيات وإلتف الشعب حولها واعانوا هذه الزوايا بما فيها زاوية الشيخ بن عرعار (الزاوية الطاهرية) وزاوية بولرباح بن محفوظ وزاوية الشيخ بن مرزوق بعين وسارة و زاوية بولرباح سيدي أحمد المغربي ببلدية الدويس وزاوية الجيلايلية بالإضافة و زاوية الشيخ عبد الرحمان بن طاهر طاهري وزاوية الشيخ السلامي قرب عين وسارة (زاوية الزينينة) و زاوية الشيخ الصادق بن الشيخ وزاوية الشيخ بن عطية وزاوية الشيخ بلخير ببلدية عمورة وزاوية بن سليمان ببلدية بن يعقوب وكذا زاوية أغلال ببويرة أحداب وزاوية الشاذلية ببلدية الشارف ومن الزوايا الحديثة الفلاح بحاسي بحباح والزاوية الأزهرية. وقامت دار الثقافة في هذا الإطار بالتعريف ببعض الزوايا كما الشان زاوية الشيخ بن الأحرش التي تأسست على يد الشيخ سيدي الشريف بن الأحرش خليفة سيدي نائل سنة 1838 و يقصدها الطلبة من كل ناحية لحفظ القرآن وعلوم الدين وتعد ملجأ للفقراء والمحتاجين والأيتام ونظرا لضيق مقرها العائد للإقبال الكبير عليها وشهرتها في التحفيظ تم تأسيس ثانية بعين شنوف عام 1853 . أما زاوية الشيخ عبد الرحمان النعاس فقد ظهرت سنة 1858 على يد الولي الصالح عبد الرحمان النعاس التي داع صيتها بشيخها الذي كان يحث الطلبة على تحصيل العلم و التفقه في الدين ونشر الفضيلة ونبذ الرذيلة و المحافظة على مقومات الأمة وترسيخ العقيدة السليمة ومحاربة التبشير بالمسيحية ولا تزال هذه الزاوية لحد الآن مقصد للطلبة وملتقى لحلقات الذكر والمديح الديني . من جهتها الزاوية الشاذلية التي شرعت في توظيف دورها سنة 1885 على يد الشيخ الحاج المختار الشاذلي و التي تحتفل بالمولد النبوي الشريف و تعليم القرآن و السيرةالنبوية بمنطقة الشارف. في حين مسجد سيدي احمد بن الشريف الذي تاسس عام 1909 على يد سيدي الحاج بن الشريف و فتح ابوابه للمصلين سنة1919 و كان رباطا وثيقا إلى جانب الزوايا النشطة بالجلفة ،حيث كان من الهياكل الدينية التي تصدت كثيرا للحملات المسيحية و خلق في تلك الفترة فضاء للإلتقاء ما بين المسلمين لأداء الصلوات الخمسة و العمل من منبره على التمسك بالدين الإسلامي خاصة بعد بناء الكنيسة بوسط المدينة في الحقبة الفرنسية و يتميز هذا المسجد بطابعه الهندسي الرائع الذي يحاكي العمارة الإسلامية العربية ويتوسط حاليا مدينة الجلفة. كما تتميز زاوية سيدي بلخير النفطي ببلدية عمورة بدور شبيه بمثيلتها و ترجع نشأة هذه الزاوية الرحمانية إلى سنة 1875 من طرف شيخها سي بلخير النفطي وأسست في بداية الأمربهدف تدريس القرآن الكريم والذي كان من أولى الأولويات ومن الأعمال الإيجابية التي قامت عليها هي الحرص على إخراج الأمة من بوتقة الجهل المسلط عليهم إستعماريا من اجل طمس الهوية وتشريد الشعب و تجويعه وإغراقه في ظلمات الجهل و الدجل و الشعوذة . و في دور آخر فقد أسست أقدم زاوية بالجلفة من دون غيرها التي تم ذكرها بالتوالي زاوية الشيخ بن عرعار التي أنشأها الجد الشيخ عطية المشهور بلقبه "بيض القول" الذي أخذ الطريقة من شيخها سيدي محمد بن عبد الرحمان الزواوي صاحب خرخرة في بلاد القبائل المعروفة بالأزهرية نسبة إلى جامع الأزهر الشريف سنة1780 و ذلك في عهد التراك . و الجذير بالإشارة أن مجموع مشاييخ ولاية الجلفة كانوا من أكبر الفقهاء الذين اشعروا رغم تدينهم وتفقههم و تعلمهم لعلوم الدين الواسعة أمثال الشيخ عطية مسعودي الذي خلف العديد من المؤلفات ونظم القصائد وجمع النظائر الفقهية وحث على العلم ووتوجيه الشباب إلى أن التحق بالرفيق الأعلى سنة1989 و كذلك الشيخ عبد القادر الطاهري سلسل الولي الصالح سيدي محمد بن صالح مؤسس الزاوية الرحمانية كان من الناهين عن المنكر وجاهد في سبيل الله إلى ان شارف السن ال95 سنة وتوفي سنة1967 ضف لهم الشيخ مصطفى حاشي الذي غدر الجزائر الوطن متجها إلى ليبيا للمشاركة في الثورة ضد الاحتلال الإيطالي رفقة أحفاد الأمير عبد القادر حتى لقي ربه 1980 بعمل مشرف و خيري كله في سبيله و الشيخ عبد القادر بن إبراهيم الذي عين مفتي الجلفة عام 1928 وكان كاتبا في صحف جمعية العلماء المسلمين ويعتبر من الأوائل الذين إلتحقوا بها وشارك في إجتماعها التأسيسي المنعقد بتاريخ 17 ذي الحجة 1849 بنادي الترقي بالعاصمة وواصل عمله خطيبا و الوعظ .