ألغت إدارة قصر "أحمد باي" بقسنطينة، الخميس، بيع كتاب "سي بوعزيز بن قانة آخر ملوك الزيبان" للكاتبة الفرنسية "فريال فوران" التي واصلت الإشادة بأخطر الباشاغات المساندين لفرنسا إبان فترة احتلالها الجزائر، بالتزامن مع الكشف عن ثاني ظهور للمعنية في التلفزيون الجزائري. 48 ساعة عقب ظهورها المثير للجدل في برنامج "مرحبا الجزائر" الذي بثته قناة "كنال ألجيري" الناطقة بالفرنسية، فوّت القائمون على القصر العتيق في عاصمة الجسور المعلّقة، الفرصة على حفيدة "قاطع الآذان" لتمرير دعاية تزيّف الذاكرة وتعبث بالتاريخ وتمجّد الخونة. ووسط حديث عن إلغاء جلسة "البيع" المقررة ظهيرة هذا السبت بمكتبة الفنون الجميلة وسط العاصمة، نقل مصدر ل "الشروق أون لاين" إنّ "ليليا بخالد" التي حاورت "فوران" صباح الثلاثاء، "إنّها قامت بعملها فحسب"، وإذ شدّدت على أنّها "ليست من دعا المعنية"، فإنّها ردّدت: "حسنا، واصلوا إثارة الجدل". وإذا كان البعض يعتقد أنّ "فوران" حلّت ضيفة للمرة الأولى على التلفزيون الجزائري، فإنّ موقع "آخر أخبار الجزائر" أكّد أنّ استضافة "فوران" في قناة "كنال ألجيري" الثلاثاء الماضي، سبقها ظهور حفيدة "بن قانة" في البرنامج ذاته "مرحبا الجزائر" للقناة نفسها في جانفي 2015، وجرى تقديمها آنذاك بصفتها رئيسة "تجمع الجمهوريين الفرانكو جزائريين".
تعليقات جدّ إيجابية! في حوار نشره موقع "كل شيئ عن الجزائر"، نوّهت الكاتبة الفرنسية بما حدث قبل 48 ساعة، حيث أوعزت: "بالنسبة لقناة عمومية، أجد هذا رائعا، وكنت دائما أقول لنفسي إنّ الجزائر بلد حرية التعبير، وحُظيت باستقبال جيد جدا من طرف الصحفية التي قالت إنّها أحبّت الكتاب، كما تلقيت عدة تعليقات جدّ إيجابية". (..) وفي مقابل تحديها المؤرخين، واعتقادها أنّه جرى "تزوير حقائق لتشويه جدها"، تابعت "فوران": "صحيح أنّ مدير قصر الباي بقسنطينة فضّل الإلغاء، لأنّه خائف (..)، لكن هذا لن يمنعني من زيارة القصر الذي شهد نشأة أجدادي"، كما سعت المتحدثة للتقليل من أهمية ردود الفعل الرافضة لأراجيف كتابها، بقولها: "في شبكات التواصل الاجتماعي، هناك الكثير من التسميم بينما الجميع يتسابقون، وهناك من حاولوا تفريغ غضبهم"! أكاذيب أطلقت "فوران" العنان لأكاذيبها، حيث ردّدت أنّ (شيخ العرب) كان حاميا للقبائل أكثر منه مساعدا لفرنسا"، واستنتجت في عبث: "في الصحراء كان هناك نظام عسكري دون وجود إدارة، وعليه (نهض) "بن قانة" بإدارة السكان الصحراويين، وتحوّل مع الوقت إلى قائد ديني وأبناءه تحوّلوا إلى قادة حرب" ! وإذ صنّفت "قطع الآذان" التي اشتهر بها السفّاح "بن قانة" في خانة "علامة الانتصار" التي كانت منتشرة في أوساط القبائل (..)، فإنّها علّقت بشأن دور جدها في إنهاء ثورة "الزعاطشة" (نوفمبر 1849) وتنكيله بجثث الشهداء، على أنّه "يندرج ضمن صراعات قبلية" (..)، مبرّرة عمالة "بن قانة" رفقة آخرين، بأنّهم " اضطروا للاعتراف بفرنسا خشية حصول مجاعة كانت ستبتلع مواطنيهم". انتهاءً، تخبطت بين كون "بن قانة" لم يولد قبل 1839 (؟)، لتعود لاحقا وتقرّ ب "(استسلامه) لفرنسا في العام ذاته!