هيمنت النبرة السياسية على حفل توزيع جوائز الأوسكار ال89 على مسرح "دولبي" بلوس أنجلس الأمريكية التي أعلنت الأحد، خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها الرئيس الجديد دونالد ترامب حول قضايا كثيرة منها رفضه للاجئين وعنصريته ضد المسلمين. وفي الوقت الذي عانق فيه الحالمون "الأوسكار" أطلق فنانون آخرون تعليقات وتصريحات ساخرة ضد ترامب، كما حضر السود والمسلمون على منصة التتويج. تكاد لا تخلو حفلات "الأوسكار" من الطابع السياسي، ففي ممرات عديدة كان "دولبي" منبرا لإلقاء خطابات سياسية مؤثرة ومثيرة للجدل في الوقت ذاته، فدورة 2016 الماضية شهدت انتقادا لاذعا وجهه مقدم الحفل الأمريكي كريس روك، عندما قدم بصورة ساخرة عنصرية هوليوود، محولا بذلك كلمته في بداية الحفل، مدينة إلى رسالة سياسية، حيث دعا آنذاك إلى ضرورة حصول الممثلين من أصول إفريقية على فرص متكافئة مثل نظرائهم البيض. في ليلة توزيع الجوائز الأحد 26 فيفري 2017 حضر ترامب والمسلمون والسود واللاجئون أكثر من إطلالات النجمات وخطابات الشكر بعد كل جائزة، عندما قرر مع بداية الحفل مقدمه جيمي كيميل، أن يذكر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بانتقاد النجمة العالمية ميريل ستريب لتصرفاته خلال خطابها فى حفل جوائز "الغولدن غلوب" الماضي، وكتب تغريدة خلال الحفل جاء بها "ميريل تقول لك "هاي". وسخر جيمي كيميل من ترامب أيضا عندما أبدى رغبته في توجيه بعض اللوم إلى أكاديمية فنون وعلوم السينما الأمريكية على عيوبها، فعقد مقارنة بين الانتقادات التي وجهت إلى كل من الرئيس وجوائز الأوسكار بسبب انعدام الحساسية العنصرية. وقال: "أود أن أقول شكرًا لك أيها الرئيس ترامب. أقصد أتذكر العام الماضي عندما بدا وكأن جوائز الأوسكار عنصرية؟" ويقصد بسؤاله ما حدث العام الفارط عندما خلت الجوائز من متوجين سود. وشهد حفل توزيع جوائز الأوسكار، حصول أول مسلم على الجائزة، حيث فاز النجم العالمي ماهر شالا بجائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم " moonlight" وبذلك يكون أول الممثلين المسلمين الحاصلين على جائزة الأوسكار، وهو أول ترشيح له للجائزة. والغريب أن المخرج الإيراني أصغر فرهادي، الذي قاطع حفل الأوسكار بسبب قرارات الرئيس دونالد ترامب لمنعه دخول المهاجرين، فاز بجائزة أفضل فيلم أجنبي ولم يحضر فرهادي الحفل تنفيذا لقرار مقاطعته. وعلى عكس السنة الماضية توج الممثلون السود بستة جوائز، إضافة إلى حضور لاجئة سورية على السجادة الحمراء، واسمها هالة الكامل، حيث ظهرت متمسكة بأن تظهر مرتديه "الحجاب"، وتعد هالة موضوع الفيلم الوثائقي القصير الذي رشح لنيل جائزة أوسكار "وطني.. موطني". وكذا سيدة أخرى محجبة من اللاجئين تمت دعوتها وذلك لدعم اللاجئين ضد قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. في السياق فاز فيلم "مونلايت" بجائزة أوسكار "أفضل فيلم". وقد حدث لغط على المنصة حيث تم الإعلان أولاً عن فوز "لا لا لاند" بهذه الجائزة، قبل أن يتبيّن أنها من نصيب "مونلايت". في حين فاز داميين شازيل بجائزة أوسكار أفضل مخرج عن "لالا لاند" وتوج فيلم (زوتوبيا) بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة.