قال رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، إن المرحلة الحالية ليست للاصطفاف الإيديولوجي وليست للتمايز بقدر ما هي مرحلة لتجميع القوى الوطنية وكسر الهوة بين أصحاب الرأي والرأي الآخر والتقارب بين الأطياف السياسية. وأوضح غويني، لدى استضافته في حصة "بورصة الإنتخابات" بالقناة التلفزيونية الخاصة "الجزائرية"، بُثت، مساء الجمعة، أن الأحزاب السياسية في الجزائر كانت لا تلتقي ولا تجتمع للحوار والتشاور، وهو ما شكّل ظاهرة مرضية طبعت العمل السياسي في الجزائر لعدة سنوات. واستضاف منشط الحصة، الإعلامي، توفيق بداني، في أول عدد له، رئيس حركة الإصلاح الوطني، فيلالي غويني، حيث خرج معد ومقدم الحصة عن الروتين المعتاد في الحصص السياسية، فعرج على الجوانب الشخصية للضيف بفقرات حملت العديد من المفاجآت كما شاركه في النقاش لأول مرة ممثلي كبرى المواقع الالكترونية الإخبارية في الجزائر. وأضاف المتحدث أنه مع ظهور المبادرات السياسية انتهى الوضع السابق، مشيرا إلى أن هذه المبادرات استطاعت أن تجمع أصحاب الطرح المشترك أو من يتقاربون في المواقف. واستدرك فيلالي غويني، بقوله "صحيح هي (المبادرات) لم تحقق مرادها وبقيت تراوح مكانها لأنها لم تستطع إحداها أن تقنع الأخرى ولم تتقدم إحداها نحو الأخرى حتى تلتقيان في المسافة الوسط". وأشار إلى قيام حركة الإصلاح الوطني بالعديد من اللقاءات والمشاورات إلى غاية بداية تحضير القوائم الإنتخابية أين توقفت بسبب الوضعية الداخلية للأحزاب على أن تستكمل لاحقا في شكل توافقات سياسية كبيرة وليس بالضرورة أن تكون انتخابية –يوضح المتحدث-. وبخصوص عدم دخول حركة الإصلاح الوطني في تكتلي الأحزاب الإسلامية، قال فيلالي غويني، إن "الوحدة الإندماجية مع الأحزاب الأخرى لا تعنينا بتاتا". وردا على سؤال "الشروق أون لاين" حول تشتت أصوات الناخبين لصالح الأحزاب الإسلامية، نفى فيلالي غويني ذلك وقال "نحن في حركة الإصلاح نلتقي مع أحزاب التيار الإسلامي بشكل دائم ونحن موحدون بالضرورة ونتقاسم الأفكار والأهداف والمنهجية والخطاب والمواقف من أمهات القضايا يكاد يكون متطابقا". وأشار رئيس حركة الإصلاح الوطني، إلى التنسيق السياسي العام ليس بالضرورة ينسحب على التنسيق الإنتخابي، موضحا بقوله "الأصل في الأحزاب أن تتقدم فرادى للإنتخابات وقد تتكتل مجموعة من الأحزاب في تكتل إنتخابي وهو أفضل بشرط أن يكون مدروسا ويحقق الأهداف المرجوة بطريقة توفيقية وتوافقية وليس بالضرورة أن كل الأحزاب تجتمع في إطار واحد". وتحدث فيلالي غويني عن العديد من الملفات منها مسألة التخوف من العزوف الإنتخابي في التشريعيات المقبلة، مبديا استعداد الحركة للتعاون مع كامل الأطياف السياسية لإقناع العازفين عن الانتخابات، مشيرا إلى أن عبقرية الأحزاب هي في تقليص عدد الناخبين المقاطعين للإنتخابات. كما تطرق المتحدث إلى قضية التزوير وقال إن "التخوف من التزوير لا يزال قائما لكن الحكم المسبق ليس مبررا في مثل هذه الحالات"، مشيرا إلى دور الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات، التي قال إن "رجال أكفاء يقودونها ولا ينبغي لها إلا أن تنجح وتقديم نموذج جديد في مراقبة الانتخابات لإرجاع الأمل للمواطن في الانتخابات". وبخصوص الحركية التي شهدها الحركة خلال السنوات الماضية، أرجع فيلالي غويني الأمر إلى خيارات مؤتمر 2007 الذي أقر التداول على القيادة لسنة واحدة قابلة للتجديد سنة واحدة فقط فكان لزاما أن يظهر كل سنتين رئيسا جديدا للحركة –يقول المتحدث-. وأضاف أن مؤتمر 2013 أعاد تمديد العهدات إلى 5 سنوات وهو ما سائر إلى اليوم، حفاظا على استقرار أكثر. وفيما تعلق بالإنتخابات التشريعية المقبلة، كشف فيلالي غويني، أن الحركة دخلت في 31 دائرة انتخابية وقائمة واحدة في الخارج في شمال فرنسا. يذكر أن البرنامج الجديد "بورصة الإنتخابات" من إعداد وتقديم الإعلامي توفيق بداني، موعد سياسي أسبوعي يتناول بالتحليل والنقاش أهم المواقف السياسية للأحزاب، قبل موعد التشريعيات يحضره صحفيون عن المواقع الإلكترونية في الجزائر، يبث كل يوم جمعة في الساعة التاسعة مساء. يشار إلى أن الإعلامي توفيق بداني كان قد بدأ مشواره الصحفي مع قناة "الأجواء" سنة 2013، كما اشتغل في قناتي "الشروق نيوز" و"نوميديا تي في"، قبل أن يلتحق بقناة "الجزائرية" في مارس 2016، كرئيس تحرير لقسم الأخبار.