أحيت الجزائر مؤخرا اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة؛ والمصادف ليوم الرابع عشر من شهر مارس؛ علما أن هذه الشريحة من المجتمع لازالت تعاني العديد من النقائص والعوائق في ما يخص اندماجهم في المجتمع وكذا كل ما يتعلق بالحصول على حقوقهم. قامت بلدية حاسي مسعود بورقلة وعلى غير العادة بالتفاتة حسنة في هذه الذكرى المصادفة للرابع عشر من مارس الجاري تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة بذات المدينة، والمقدرين بحوالي خمس مائة شخص مسجل؛ حيث تم دعمهم ب 300 مليون سنتيم تم استلامها من طرف جمعية المعاقين حركيا بحاسي مسعود، وهذا للتكفل بكل النقائص التي يعاني منها هؤلاء، خاصة ما تعلق بالمعدات والمستلزمات التي طالما انتظرها العديد منهم. من جهة ثانية قامت بعض الشركات الوطنية بدعم هذه الفئة ماديا بحسب مصادر عليمة؛ ما أثار ارتياحا في أوساط العديد من عائلات هذه الفئة، والتي استحسنتها كذلك العديد من الأطراف والفاعلين من جمعيات ومجتمع مدني لمشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في يومهم الوطني بالرغم من معاناة هاته الشريحة العديد من النقائص والتهميش في بعض الأحيان؛ خاصة ما تعلق بمجال العمل والسكن والتكفل بهم اجتماعيا؛ فبالنسبة لذوي الإعاقة بحاسي مسعود وعلى عكس نظرائهم بالمناطق المجاورة، فإن هذه الفئة مازالت تعاني التهميش واللامبالاة، خاصة ما تعلق بتوفير مركز خاص بهم لذوي الفئات الصغيرة والتي تبقى حلما للعديد من عائلاتهم التي تعاني الأمرين. وبالرغم من تكريم هذه الفئات في كل مناسبة، إلا أنها لا تغني ولا تسمن من جوع بحسب تصريح بعض العائلات للشروق؛ فهذه التكريمات – حسبهم- لا تساوي شيئا مقارنة بعدم وجود مركز خاص يتم التكفل بهم ورعايتهم بذات المدينة؛ حيث لحد الآن توجد العشرات من العائلات ممن تتنقل للمناطق المجاورة كولاية الوادي وورقلة يوميا في سبيل رعاية أبنائهم في المراكز الخاصة بهم؛ وهو ما أضعف كاهل هؤلاء العائلات من هذه التنقلات، والتي تكلف كثيرا لهم سواء ماديا أو معنويا؛ كما أن هناك بعض العائلات التي اضطرت في الأخير للتخلي عن هذا المسعى في سبيل رعاية أبنائهم وتربيتهم بهذه المراكز، نظرا لظروفهم المادية القاهرة؛ وهو ما يعني ضياع حياة أبنائهم خاصة الذين يعانون من مرض التوحد ومختلف الإعاقات الذهنية وفي سن مبكرة؛ فالعديد من هذه الأمراض يتم السيطرة عليها قبل سن الخامسة وما فوق، يصعب بل يستحيل معالجتها، وهو ما ينطبق على العشرات من هذه العائلات ممن يعاني أبنائها من هذه الأمراض بمدينة حاسي مسعود؛ وهذا كله بسبب عدم وجود مركز للتكفل بهم، بالرغم من توفر كل الظروف المتاحة لإنشاء مركز لهم. وبالرغم من رفع هذه المطالب لدى السلطات المعنية في العديد من المرات وعبر مرور سنوات عديدة، إلا أن الوضع بقي لحد اليوم على ماهو عليه؛ بالرغم من بعض الوعود من طرف المسؤولين المحليين والتي بقيت مجرد حبر على ورق. ويبقى العديد من المعاقين حركيا والذين صرحوا للشروق في وقت سابق بأنهم يعانون من التهميش والحقرة فيما يخص توظيفهم بالمئات من الشركات المتواجدة بالمنطقة؛ يناشدون الجهات المعنية لإيجاد حل لهم من هذه الناحية، خاصة أن العديد منهم هم أرباب أسر ويعانون البطالة منذ سنوات دون أن يتم إيجاد وظائف لهم بهذه الشركات والمؤسسات والتي تقوم بعملية التوظيف يوميا.