لا تفصلنا عن موسم الاصطياف القادم سوى أسابيع قليلة، ورغم ذلك فإن واقع البيئة بولاية بجاية المعروفة بنشاطها السياحي الكبير، لم يتغير فيها شيء، بل الوضع يسير دائما من السيء إلى الأسوأ أمام أعين المسؤولين، في ظل الانتشار الرهيب للمفارغ العشوائية التي يتجاوز عددها - حسب بعض الجهات - 700 مفرغة عشوائية التي تهدد البيئة وصحة المواطن بهذه الولاية السياحية. هذه الأخيرة التي بدأت على ما يبدو تفقد بريقها جراء وجود خروقات عدة لقوانين البيئة وارتكاب تجاوزات خطيرة تجاه المحيط من طرف المواطنين ومصالح البلديات وغيرها من الجهات، الأمر الذي أدى إلى انتشار القمامات والفضلات في كل مكان بدءا من الأحياء وصولا إلى الغابات والوديان وحتى شواطئ البحر. ففي الوقت الذي كان يأمل فيه سكان الولاية وزوارها على حد سواء التخلص من مفرغة أوقاس التي شيدت مكان فندق أربعة أو خمسة نجوم بالقرب من شاطئ البحر وبمحاذاة الطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بجاية بولاية سطيف، فقد ظهرت مؤخرا إلى الوجود مفرغة عشوائية جديدة بشاطئ المغرة التابع لبلدية بوخليفة، ورغم المؤهلات السياحية الضخمة التي تتوفر عليها المنطقة، إلا أن مصالح هذه البلدية لم تجد من وسيلة للتخلص من نفاياتها سوى رميها بمحاذاة البحر، هذا الشاطئ الذي كان من المفترض أن يتحول إلى منتجع سياحي بمواصفات عالمية، لكن الواقع غير ذلك، فهو مر بمشاهد يندى لها الجبين جراء الانتشار الرهيب للقمامة على طول الشاطئ من أكياس بلاستيكية وقوراير الجعة وغيرها من الفضلات التي حولت المكان إلى منطقة محظورة جراء الروائح الكريهة المندلعة وكذا كثيرة الكلاب الضالة. ويأمل سكان وزوار الولاية بتدخل والي الولاية من أجل إزالة مثل هذه المفارغ العشوائية التي تشوه سمعة الولاية من جهة وتهدد مستقبل السياحة بعاصمة السياحة من جهة أخرى. جدير بالإشارة أن بجاية تعد من بين الولايات القليلة التي لا تمتلك إلى حد الساعة أي مركز تقني لردم النفايات بعد غلق مركز سيدي بوذراهم بواد غير من طرف السكان جراء العيوب التي صاحبت المشروع، الأمر الذي أعاد إلى الوجود مفرغة بوليماط "العار"، فيما لجأت البلديات الشرقية للولاية إلى رمي نفاياتها بالمركز التقني لردم النفايات الكائن بإقليم ولاية سطيف، لكن ذلك لم يمنع من انتشار الفضلات بمنعرجات شعبة الآخرة التاريخية التي كانت مسرحا لأحداث 8 ماي 1945 وكذا بواد أڤريون.