استنكر الكثير من المواطنين إقدام حزب جبهة القوى الاشتراكية بولاية البويرة على استغلال أطفال المدارس خلال التجمعات التي يتم تنشيطها على مستوى البلديات خلال الحملة الانتخابية، وهو ما تم تسجيله خلال قبل يومين أثناء تنشيط تجمع ببلدية تاغزوت. كما تعمد مترشحو حزب "الافافاس" تصوير الأطفال الذين حضروا التجمع وعرض صورهم على صفحاتهم الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما أثار سخط أوليائهم، والذين انتقدوا إقحام أطفال أبرياء في الحملة الانتخابية، واعتبروها تصرفات غير مقبولة لا يمكن السكوت عنها، وتظهر الصور التي تحوز "الشروق" نسخ منها، أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، يقفون في الواجهة الأمامية للتجمع الذي نشطه مترشحو اقدم حزب في المعارضة. وهذا عوضا من أن يستغل التلاميذ الفترات المسائية للراحة أو مراجعة الدروس، عشية امتحانات نهاية السنة الدراسية. ويعتبر البعض من المترشحين حضور الأطفال، إشباعا لفضول الأطفال، وفرصة ليتمكنوا من اكتشاف عوالم جديدة. إلا أن البعض الأخر يعتبر حضور الأطفال ضروريا، وهذا لملا الفراغ بالأطفال، لإثارة الضجيج وإيهام الرأي العام أن التجمع الشعبي الذي نشطه المترشحين ناجح، والدليل الحضور القوي للمواطنين، رغم أن أغلبيتهم أطفال المدارس في عمر الزهور لا يفقهون من السياسة شيئا. اما الأطفال الذين يحضرون عادة التجمعات الشعبية على مستوى البلديات بالبويرة، يعتبرون الأمر مجرد "تسلية" أو للحصول على الحلوى و"الشكولاطة" التي يتم توزيعها عليهم من طرف المترشحين للتشريعيات. ومن جهة أخرى طالب الكثير من الأولياء الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل من أجل وقف استغلال الأطفال في الحملة الانتخابية، كما طالبوا الأحزاب المشاركة بالتحلي بالقيم الإنسانية والمواثيق التي تنص على احترام حقوق الطفل. وعلى صعيد آخر، يتعمد البعض من المترشحين على مستوى الأحزاب السياسية بالبويرة والتي لا تتوفر على قواعد ومناضلين، على تنشيط تجمعات بالقرب من المقاهي والساحات العمومية المكتظة بالمواطنين لتوزيع فناجين القهوة والشاي على الجميع مجانا. كما سجلت "الشروق" لجوء بعض أقرباء ومرافقي المترشحين إلى توزيع "الشمّة"على الشيوخ لإقناعهم للتصويت ويحدث كل هذا لأن أغلبية الأحزاب لا تملك سوى مناضلين موسميين غير قادرين على القيام بحملة انتخابية نظيفة بالشكل اللائق، ما جعلها تلجأ إلى استعمال كل الوسائل حتى "الدنيئة" منها لاستقطاب المواطنين.