كشف محمد دريش، نجل المجاهد إلياس دريش وعضو مجموعة ال22 التاريخية ومالك البيت الذي اجتمعت فيه المجموعة التي فجرت الثورة التحريرية بالعاصمة، الأسباب الذي دفعت بالعقيد عمار بن عودة إلى محاولة إقصاء المجاهد إلياس دريش من عضوية مجموعة ال22 التاريخية، وهي تعود بالأساس إلى خلاف بين الرجلين نشب سنة 1989 بسبب محاولة العقيد عمار بن عودة إضافة اسم جديد إلى مجموعة ال22 ليكون عددها 23، وهو ما رفضه الياس دريش رفضا قاطعا حسب نجله محمد دريش الذي زار مقر الشروق أول أمس لتقديم هذه التوضيحات بسبب ما وصفه بالتصريحات الغريبة للعقيد عمار بن عودة والتي يدعي فيها عدم عضوية إلياس دريش في المجموعة. محمد دريش قال إن مجموعة من المجاهدين أعضاء المجموعة التاريخية كانوا يجتمعون في البيت التاريخي للوالد إلياس دريش، لاستذكار الحدث، بينهم لخضر بن طوبال، محمد بلوزداد، محمد مرزوقي، عبد القادر العمودي، محمد مشاطي، وفي إحدى المرات جاءوا مع قيادات من الجيش، وفي أواخر سنة 1989، يقول نجل إلياس دريش، نشب خلاف بين والدي والعقيد عمار بن عودة، حسب ما رواه إلياس دريش نفسه، حيث أراد العقيد عمار بن عودة إضافة اسم جديد للقائمة إلى مجموعة 22 وهو ما رفضه إلياس دريش رفضا قاطعا، وانطلاقا من تلك الحادثة بدأ عمار بن عودة يقصي إلياس دريش مع أن والدي يضيف محمد دريش كان مناضلا من الصف الأول، وكان صديقا مقربا لديدوش مراد، ويكفيه شرفا أن بيته احتضن الاجتماع الذي فجر الثورة التحريرية، فضلا على أن إلياس دريش كان عضوا في المنظمة الخاصة. وقبل سنة 1989 كان العقيد عمار بن عودة يعترف بعضوية إلياس دريش، بل إن في أكتوبر 1989 أجرت مجلة "آلجيري آكتياليتي Algerie actualité" حوارا مع بن عودة أقر فيه بحضور إلياس دريش في الاجتماع، وفي هذا العدد من المجلة ورد مقال تحت عنوان "De l'os au FLN" أعده الصحفي عمر مختاري وهو نفسه الذي حاور المجاهد عمار بن عودة، حيث ذكر مجموعة 22 التاريخية بالأسماء، والغريب أن القائمة ورد فيها 23 اسما وذلك بإضافة اسم المجاهد بركات سليمان، وهو ما يفهم منه أن عمار بن عودة هو الذي زوده بهذه القائمة الغريبة، حسب محدثنا محمد دريش. ويدافع نجل إلياس دريش بشدة عن والده، مستغربا إلغاء اسمه من المجموعة التي اجتمعت في بيته وفجرت الثّورة، مع أن كل القيادات الأولى للثورة تعترف بعضويته وعلى رأسهم منسّق المجموعة التي حضرت للثّورة المجاهد محمد بوضياف رحمه الله، حيث سلّمنا المتحدث نسخة من رسالة بخط يد محمد بوضياف أرسلها من المغرب إلى شقيقه عيسى بوضياف يعترف فيها بعضوية إلياس دريش في المجموعة، ويؤكد فيها أنه أدلى بصوته مثل الآخرين ويعترف بشجاعته، لأنه وفّر بيته لانعقاد الاجتماع. وبشيء من المرارة، يقول محمد دريش "بن عودة" ادعى كذلك أن ديدوش مراد هو الذي تكفل بإطعام المجموعة المجتمعة في بيت إلياس دريش، بينما في الحقيقة فإن صاحب البيت هو الذي تولى هذا الجانب، وفي هذا السياق يقول المتحدث "أخبرني والدي أنه اضطر لاقتراض مبلغ 50 ألف فرنك فرنسي، للقيام بواجب الضيافة لمجموعة 22". نجل إلياس دريش، قال إن عائلته تتابع منذ مدة التصريحات التي تقصي المناضل إلياس دريش من شرف المشاركة في الاجتماع المصيري الذي أقر فيه الخيار العسكري، مع أن هذا الاجتماع انعقد في بيته، ونظرا لأن الأمر فيه تزييف واضح للتاريخ، قررت الخروج للعلن والدفاع عن الإرث النضالي للمجاهد إلياس دريش، معتبرين ما ورد على لسان العقيد عمار بن عودة من أن إلياس لم يكن يعرف مضمون الاجتماع، وتساءل نجل دريش: هل يعقل أن لا يعرف والدي الذي كان عضوا في المنظمة الخاصة مضمون الاجتماع الذي يشارك فيه أعضاء من المنظمة الخاصة، وكيف وافق والدي على عقد اجتماع في بيته لا يعرف مضمونه!