أكد أمين عام اتحاد الفلاحين، محمد عليوي، أن الماشية السودانية سليمة من الأمراض التي نسبت إليها، ولحومها ذات جودة عالية، وأوضح عليوي أن الغرض من تسريب مثل هذه الإدعاءات، هو فتح المجال أمام استيراد اللحوم المجمدة من الدول الأوربية ودول أمريكا اللاتينية. وقال كبير الفلاحين في تصريح ل "الشروق" أمس: "الماشية السودانية منزهة من الأمراض الخطيرة التي نسبت إليها، ولو كانت مريضة بالفعل، لأصيب بمكروه سكان الولايات الجنوبية الأربع، تندوف وأدرار وإليزي وتمنراست، التي تعيش على تربية سلالة الخروف السوداني، المعروف محليا ب "السيداون" وأثنى عليوي على جودة الأغنام السودانية، قائلا" إن"الأغنام السودانية ليست سليمة فحسب، بل لحومها ذات جودة عالية، وهي الميزات التي يعرفها سكان جنوبنا الكبير، عن أغنام السيداون، المعروفة بقلة احتوائها على الكوليستيرول، وضخامة جسمها وقلة صوفها ". وأضاف "لو كان الخروف السوداني مريضا فعلا، لسبقنا في اكتشاف عيوبه إخواننا في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، وغيرها من الدول التي تستورد اللحم من السودان"، الأمر الذي دفع المتحدث إلى التشكيك في النوايا الحقيقة لمن "شهر" بماشية هذه الدولة الصديقة. وأوضح نائب ولاية البيض أنه ضد استوراد اللحم من الخارج حفاظا على الإنتاج الوطني وبالخصوص ثروة الولايات الجنوبية التي تربي سلالة "السيداون"، إلا في أوقات معينة، مثل فصل الصيف، الذي عادة ما يزداد فيه الطلب على مادة اللحم، وكذا خلال شهر رمضان لاعتبارات تتعلق بحماية ذوي الدخل الضعيف وذلك بالحد من التهاب الأسعار، إلا أنه استدرك قائلا: "ما دام أن المستثمرين الجزائريين يستوردون لحوما مجمدة وبأسعار مرتفعة، من الدول الأوربية والأمريكية، فالأحرى بالسلطات الوصية، أن تفسح المجال أمام استيراد اللحوم الحمراء السودانية التي يمكن أن تصل إلى الجزائر طازجة، لما تتوفر عليها من ميزات، أولها الجودة العالية، وثانيها سعرها التنافسي جدا"، سيما بعد أن أكد مستثمرون جزائريون وسودانيون، أن سعر الكيلوغرام الواحد، يمكن أن ينخفض إلى ما بين 350 و400 دينار للكيلوغرام، وهي الأرقام التي خلصت إليها دراسة أجريت بهذا الخصوص. ولم يتوقف عليوي عند الاعتبارات التجارية والقيمة الغذائية العالية للحم السوداني، بل تعداه إلى الاتفاقات والبرتوكولات المبرمة بين البلدين والتي تعود إلى سنة 1975، والتي وقعها كل من الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين واتحاد المزارعين السودانيين والتي تؤكد كلها على ضرورة التعاون والتبادل التجاري والتكامل الاقتصادي بين البلدين، فضلا عن توصيات اتحاد الفلاحين العرب، والقادة العرب، وهي الاعتبارات التي دفعت بمحمد عليوي، إلى التأكيد على أن "منفعة الجزائر في السودان وليس في دول الاتحاد الأوربي أو أمريكا اللاتينية". وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن وفد اتحاد المزارعين السودانيين الذي زار الجزائر في وقت سابق، كان قد عرض على اتحاد الفلاحين الجزائريين، الاستفادة من الثروة الحيوانية السودانية، التي تقدر بأكثر من 147 مليون رأس من الأغنام والابل، غير أنه تأسف لكون الرد الجزائري كان سلبيا، حسب ما صدر على لسان مدير الصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة، رشيد بوقدور.