أدى نجاح تركيا والبرازيل في الإبقاء على خيار الحل الدبلوماسي بخصوص الملف النووي الإيراني إلى إزعاج الولاياتالمتحدة وحلفائها الغربيين،بالإضافة إلى إسرائيل التي تدعو سرا وعلنا إلى إعلان الحرب على إيران. * ففي الوقت الذي كان ينتظر أن تؤيد تلك الدول الاتفاق الذي وقعته تركيا والبرازيل مع إيران يوم الاثنين في طهران والخاص بمبادلة الوقود النووي في تركيا،اختارت اللجوء إلى خيار أكثر تعقيدا من خلال تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات مشددة على طهران على خلفية برنامجها النووي. * مشروع القرار الذي تقدمت به واشنطن تمت مناقشته مساء الثلاثاء في مجلس الأمن وينتظر أن يثير جدلا واسعا داخل مجموعة خمسة زائد واحد (روسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا)، وهي الدول المعنية بالملف حيث ترفض كل من موسكو وبكين حتى الآن تلك العقوبات. * وأعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن الاتفاق حول المشروع تحقق بالتعاون مع روسيا والصين، وشددت على أنه " أفضل رد يمكن أن نقدمه على الجهود التي بذلت في طهران خلال الأيام الأخيرة". * وينص مشروع القرار على أن إيران لن تتمكن من الاستثمار في الخارج في بعض النشاطات الحساسة مثل مناجم اليورانيوم وان سفنها ستتعرض لعمليات تفتيش في عرض البحر. كما يحظر بيع طهران ثمانية أنواع من الأسلحة الثقيلة لا سيما الدبابات. * وفي رد فعلها على المشروع ، اعتبرت إيران على لسان مسؤول برنامجها النووي، علي اكبر صالحي أن القوى الكبرى تجرد نفسها من المصداقية عبر مواصلتها السعي لفرض عقوبات عليها،مشيرا إلى أن هذه القوى تشعر للمرة الأولى أن دولا ناشئة تتمكن من الدفاع عن مصالحها على الساحة الدولية من دون أن تحتاج إلى الدول الكبرى، وهذا أمر يصعب عليها تقبله"، في إشارة إلى الاتفاق الثلاثي الذي أبرم في طهران. * كما اتهم رئيس الوزراء التركي رحب طيب أردوغان مجلس الأمن بالافتقار للمصداقية في تناوله ملف طهران النووي،مؤكدا أن الدول الخمس دائمة العضوية في المجلس ا(لولايات المتحدةوروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين) بالإضافة إلى ألمانيا كلها تمتلك أسلحة نووية. * وبدورها، حذرت البرازيل التي تشغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن من مغبة تبني مشروع العقوبات وقالت أن تجاهل الاتفاق الثلاثي ستكون من نتيجته ضرب إمكانية التوصل إلى حل سلمي عرض الحائط. * ونص الاتفاق الموقع الاثنين في طهران على مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم الإيراني ضعيف التخصيب (3,5%) في تركيا مع 120 كلغ من الوقود المخصب حتى 20% على أن يتم الحصول عليه من القوى العظمى لتشغيل مفاعل الأبحاث في طهران.