قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، الثلاثاء، إن دول الخليج العربي عرضت على "إسرائيل" إقامة علاقات أفضل معها، في حال قدّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقترحاً جاداً يهدف إلى إعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، حسب ما أفاد أشخاص مُطَّلعون على النقاشات. وذكر هؤلاء الأشخاص، أن هذه الخطوات المحتملة تتضمن إقامة روابط اتصالات مباشرة مع "إسرائيل"، ومنح الطائرات الإسرائيلية حق الطيران عبر أجواء هذه الدول، ورفع القيود المفروضة على بعض أشكال التجارة. وحسب الصحيفة الأمريكية، ستُطالب دول الخليج نتنياهو بتقديم ما يعتبرونه عرضاً للسلام إلى الفلسطينيين. وقد يتضمن هذا العرض وقف بناء المستوطنات في مناطق معينة من الضفة الغربية، والسماح بتجارة أكثر حرية في قطاع غزة. وقال هؤلاء الأشخاص، إن موقف الدول العربية هذا، والمبين في ورقة نقاشية غير معلنة جرى تداولها بين عدة بلدان خليجية، يهدف جزئياً إلى جعل هذه الدول تصطف إلى جانب ترامب، الذي أكد رغبته في العمل مع الدول العربية من أجل التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط. وأشارت وول ستريت جورنال إلى أن النقاشات المغلقة وصلت إلى أن كلاً من السعودية والإماراتوالولاياتالمتحدة و"إسرائيل" على استعداد لاتخاذ مثل هذه الخطوات. وقبل ساعات التقى ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، الرئيس ترامب في واشنطن فيما سيزور الرئيس الأمريكي السعودية، الجمعة، ويعقب ذلك زيارات له إلى "إسرائيل" وأوروبا. العرب يشككون في نوايا نتنياهو ولا يزال القادة العرب والفلسطينيون مُتشكِّكين في أن نتنياهو مستعد لتبني عملية السلام. ففي الأيام الأخيرة، زاد أعضاء حكومته الضغط على ترامب لنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهي خطوة حذر القادة العرب من أنها ستفجر الاضطرابات في بلدانهم وفي الأراضي الفلسطينية. وقال ممثل منظمة التحرير الفلسطينية للصحيفة الأمريكية في واشنطن، حسام زملط: "إننا لا نمانع إقامة علاقات بين إسرائيل والعالم العربي. لكن هل هذا هو المدخل للسلام. أم أنه عائقٌ أمامه؟". وحسب ما أفاد الأشخاص المطلعون، فإن مبادرة الدول الخليجية تؤكد التحسن الكبير في العلاقات بين "إسرائيل" ودول الخليج خلال السنوات الأخيرة، والذي يأتي مدفوعاً بالمخاوف المشتركة بشأن إيران وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، حسب وول ستريت جورنال. وقال مسؤول عربي رفيع مُنخرط في المباحثات: "لم نعد نرى إسرائيل عدواً، بل فرصة محتملة". وكانت السعودية، والإمارات، وقطر هي الدول الداعمة المالية الرئيسية للسلطة الفلسطينية التي تحكم الضفة الغربية، منذ نشأتها في التسعينيات. تبادل المعلومات وحسب الصحيفة الأمريكية فإن مسؤولين مُنخرطين في القضايا الأمنية من كل من الولاياتالمتحدة، والإتحاد الأوروبي، والشرق الأوسط، أبلغوا أن كلاً من "إسرائيل" ودول الخليج قد رفعوا بالفعل وتيرة تبادل المعلومات الاستخباراتية سراً، لاسيما تلك التي تُركِّز على شحنات الأسلحة الإيرانية إلى ميليشياتها الوكيلة المُقاتلة في اليمن وسوريا. في حين نفت إيران إمداد الحوثيين بالأسلحة. كما أجرى بعض المسؤولين الإسرائيليين عدداً من الرحلات السرية إلى الخليج العربي، وخصوصاً إلى الإمارات، على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية، كما ذكرت وول ستريت جورنال. وقال وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينتس، في مقابلة له، مشيراً إلى علاقات "إسرائيل" ودول الخليج: "هناك الكثير الذي يجري حالياً أكثر من أي وقت مضى. إنها ثورة تقريباً في الشرق الأوسط". ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن شتاينتس، المساعد المقرب من نتنياهو، زار العاصمة الإماراتية أبو ظبي العام الماضي، 2016، ليفتتح ممثلية دبلوماسية إسرائيلية ترتبط بوكالة دولية تُركِّز على الطاقة المتجددة. وقال إن شركات الطاقة الإسرائيلية تتبادل معدات عالية التقنية، بما في ذلك تلك الخاصة بالمراقبة، مع كل من السعودية والإمارات. وقال: "لقد طورت إسرائيل تكنولوجيا متطورة تسمح لنا باكتشاف المؤامرات الإرهابية مُسبقاً. إن ذلك يُمكننا من مساعدة الحكومات العربية المعتدلة على حماية نفسها". وتمتلك "إسرائيل" علاقات رسمية مع الأردن ومصر. إلا أن تقدماً بسيطاً فقط أُحرز فيما يتعلق بمبادرة السلام العربية الأوسع نطاقاً، والتي طرحها العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز في 2002. وحسب المسؤولين العرب والإسرائيليين، تحسنت العلاقات الإسرائيلية-العربية بصورة ملحوظة منذ اندلاع الربيع العربي عام 2011. وقال هؤلاء المسؤولون إن انعدام الاستقرار في مصر، وسوريا، واليمن، وليبيا قد سمح لإيران و"داعش" بتوسيع حضورهما في المنطقة بصورة كبيرة.