قال مسؤولون في منطقة الشرق الأوسط، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجري مباحثات مع الحلفاء العرب حول تشكيل تحالف عسكري، من شأنه أن يتبادل المعلومات الاستخباراتية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي للمساعدة في مواجهة خصمهما المشترك، إيران، حسب ما نقل موقع "هافينغتون بوست عربي" عن تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مساء الأربعاء. وقال خمسة مسؤولين من بلدان عربية، تشارك في النقاشات، إن التحالف من شأنه أن يضم دولاً كالسعودية، والإمارات العربية المتحدة. وقد تنضم كذلك دول عربية أخرى إلى التحالف، وفق تقرير وول ستريت جورنال. وبالنسبة للدول العربية المشاركة، قال المسؤولون، إن التحالف من شأنه أن يحتوي على آلية دفاع مشترك على غرار حلف الناتو، سيُعتبر بموجبها أي هجوم على أحد الأعضاء بمثابة هجوم على الجميع، وإن كانت التفاصيل لا تزال قيد الدراسة. دعم أمريكي أكبر وقال المسؤولون، إن الولاياتالمتحدة ستقدم دعماً عسكرياً واستخباراتياً للتحالف، يفوق ذلك النوع من الدعم المحدود الذي قدمته للتحالف الذي تقوده السعودية، ويحارب المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. لكن أياً من الولاياتالمتحدة أو "إسرائيل" لن تكونا جزءاً من اتفاقية الدفاع المشترك. وقال دبلوماسي عربي: "كانوا يسألون البعثات الدبلوماسية في واشنطن إذا ما كنا سنرغب في الانضمام لهذه القوة التي تشارك فيها إسرائيل. التي سيكون دورها على الأرجح متمثلاً في تبادل المعلومات الاستخباراتية، وليس التدريب أو توفير جنود على الأرض. سيقدمون المعلومات الاستخباراتية والأهداف. هذا هو ما يجيده الإسرائيليون". وقال مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنهم يرغبون في إعادة إحياء التحالفات الأمريكية في المنطقة واتخاذ خطوات جديدة لكبح النفوذ الإقليمي الذي تتمتع به إيران، ومع ذلك لم يستجيبوا لطلبات التعليق على الخطة. ولم يستجب متحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي كذلك لطلب الإدلاء بتعليق. لكن خلال مؤتمر صحفي، الأربعاء، مع الرئيس ترامب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أعتقد أن الفرصة الكبيرة من أجل التوصل للسلام تنبع من نهج إقليمي يقوم على إشراك شركائنا العرب الجدد"، حسب تعبيره. وأعقبه ترامب بالقول: "إنه شيء مختلف للغاية، لم يناقش من قبل. وهو في الواقع اتفاق أكبر بكثير، اتفاق أكثر أهمية بالنظر للوضع الحالي. سيشمل الكثير والكثير من الدول، وسيغطي منطقة شاسعة". وليس واضحاً مدى التقدم الذي أحرزته المحادثات حول التحالف. وحالياً، ليس لدى الدول العربية المشاركة في المحادثات اتفاقيات دفاع مشترك فيما بينها. أكبر العراقيل وقال مسؤولون، إن السعودية والإمارات تطرحان مطالبهما الخاصة في مقابل التعاون مع "إسرائيل". وأضاف المسؤولون أن هاتين الدولتين تريدان من الولاياتالمتحدة إلغاء التشريعات التي أقرت في عام 2016، التي قد تؤدي إلى مقاضاة حكومتيهما أمام المحاكم الأمريكية من جانب عائلات ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 (قانون جاستا). وقد أخبر مسؤولون في إدارة ترامب الحلفاء الخليجيين بأن إدارة ترامب ستضغط على الكونغرس من أجل تعديل التشريع، وذلك على الرغم من أنه أُقر العام الماضي بأغلبية ساحقة قد تجعل تعديله أمراً صعباً. وأبدى بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي ندمهم على دعم ذلك التشريع، بسبب المخاوف من أن يسمح للأجانب بدورهم بمقاضاة الحكومة الأمريكية في حالات أخرى، وأعلنوا عن خطط لتعديله. جيش عربي وقال المسؤولون الشرق أوسطيون، إن الدبلوماسيين العرب في واشنطن عقدوا محادثات حول مشروع التحالف مع جيمس ماتيس، وزير الدفاع، ومايكل فلين الذي كان يشغل منصب مستشار ترامب للأمن القومي حتى استقالته، الاثنين. وقال الدبلوماسيون، الذين تحدثوا قبل استقالة فلين، إن المشروع سيناقش خلال زيارة ماتيس إلى المنطقة هذا الشهر. وكان فلين قد طرح فكرة شبيهة خلال شهادة أمام الكونغرس في جوان 2015، بعد فترة قصيرة من مغادرته لمنصبه كمدير لوكالة الاستخبارات الدفاعية. وقد حثّ الحكومة الأمريكية على إنشاء ودعم "هيكل وإطار عربي شبيه بحلف الناتو" لمواجهة إيران والتنظيمات المتطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وأضاف: "أنشئوا جيشاً عربياً قادراً على تأمين مسؤولياتكم (أي العرب) الإقليمية".