تعد أمراض الحساسية والربو من الأمراض التي تشهد تزايدا بحاسي مسعود في ولاية ورقلة، حيث أفادت دراسة قامت بها لجنة من منظمة الصحة العالمية، بأنه خلال عشر سنوات القادمة سيصبح ما نسبته 50 بالمائة من سكان العالم مصابين بأمراض الحساسية والربو، من بينهم سكان هذه البلدية التي تعد الأغنى في إفريقيا، وهي أمراض ينصح بالوقاية منها أكثر من علاجها، فهي أمراض تنتشر عبر عدة عوامل خاصة عامل الطبيعة. على غرار العديد من المدن الجزائرية تعد مدينة حاسي مسعود من المدن الأكثر عرضة لإنتشار هذه الأمراض بها، نظرا للعوامل الطبيعية التي تسهل إصابة سكان ذات المدينة بهذه الأمراض المزمنة؛ فأمراض الحساسية والربو يصاب الشخص بها بسبب عدة عوامل كالمحيط الذي يكثر فيه الغبار والأتربة، زيادة على انتشار الغازات السامة بالجو، وهذا العامل الأساسي متوفر بنسبة كبيرة بمحيط مدينة حاسي مسعود وداخل النسيج العمراني. ويوجد حوالي 15 حيا بالمدينة؛ 05 أحياء تقريبا هي التي تتوفر على تهيئة جيدة فيما يخص تعبيد الطرقات؛ أما الأحياء الأخرى كلها نجد بعضها غير متوفرة على الطرقات المعبدة، حيث انتشار الأتربة والغبار بشكل رهيب طوال السنة، على غرار حي الشيخ بوعمامة، وحي 40 مسكنا وغيرها من الأحياء التي لم يتم تهيئتها وتعبيد شوارعها منذ سنوات عديدة؛ هذا الإشكال تم طرحه في العديد من المرات على السلطات المحلية، خاصة ما تعلق بتنظيف وإزالة هذه الرمال والأتربة التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على صحة سكان هذه الأحياء وانتشار الغبار طول السنة خاصة مع تزايد الحركة المرورية بالمدينة وكذا المركبات. وأصبح الوضع يزداد سوءا خاصة بزيادة عدد المصابين بأمراض الحساسية والربو بذات المدينة، وهو ما أكده بعض الأطباء والصيادلة في تصريح ل "الشروق"، حيث تشهد العديد من العيادات والصيدليات بحاسي مسعود في الآونة الأخيرة إقبالا فيما يخص اقتناء هذه الأدوية الخاصة بأمراض الحساسية والربو، وهو ما يفسر تزايد انتشار هذه الأمراض لذات الأسباب المذكورة . وحسب ما أكدته بعض المصادر الطبية؛ فإن الأمر لم يعد يحتمل ومعروف أن مدينة حاسي مسعود بدأت تشهد تحسنا في محيطها الداخلي بعد تجديد العديد من الطرقات داخل المحيط العمراني، بالرغم من المدة الكبيرة التي شهدتها هذه الأشغال، حيث توجد بعضها لم يتم البدء فيها، وهو ما أدى إلى استمرار تراكم هذه الأتربة بالعديد من شوارع المدينة وانتشار الغبار بهذه الأحياء، فضلا عن تراكمات الدخان ومخلفات الشركات البترولية . ويطالب العديد من سكان المدينة الإسراع في إتمام هذه المشاريع التي يبدو أنها ستطول لفترة غير محددة المدة، نظرا لتوقف هذه الأشغال من حين لأخر، وفي نفس السياق يناشد هؤلاء مصالح البلدية بإعادة تهيئة بعض الأحياء المهمشة منذ سنوات كحي بوعمامة وحي 40 مسكنا، وهذا بتعبيد الطرق ونزع الأتربة المتراكمة بهما منذ سنوات طويلة . ويأمل سكان المنطقة في أن تتحسن الأوضاع، المخاطر التي تترصد السكان وتزايد الأمراض بين مختلف الفئات العمرية لسكان المنطقة، والحل الأمثل للتقليل من هذه الأمراض المزمنة، بحسب ما يراه المختصون في هذا المجال هو الوقاية وتحسين محيط المدينة من خلال التهيئة والنظافة بالدرجة الأولى، وهو من صلاحيات المنتخبين الذين يتفرجون على أوضاع مزرية.