دق مجموعة من سكان القصر القديم ناقوس الخطر منددين بالوضعية الكارثية التي لحقت بالمقبرة القديمة بالقصر القديم بعد أن حولها بعض السكان والتجار الطفيليين إلى مفرغة للقمامات المنزلية، وزجاجات الخمر. وأعرب هؤلاء السكان للشروق عن اندهاشهم مما وصفوه بالانتهاك الصارخ لهذه المقبرة التي دفن تحت ترابها أجدادهم الأولين قبل أن يتم غلقها نهائيا منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي، بعد أن أصبحت مساحتها عاجزة عن دفن المزيد من الأموات. وحمل هؤلاء مسؤولية الحالة الكارثية التي وصلت إليها المقبرة القديمة الواقعة قرب مقبرة الشهداء إلى لا مسؤولية عدد من السكان والباعة الفوضويين بسوق تندوف، وبعض السكارى إذ استغل هؤلاء قصر الجدار الذي يحيط بالمقبرة لرمي ما تلفظه الأسواق والمنازل من الفضلات فوق القبور. واستغرب أحد سكان القصر القديم بوسط مدينة بشار من إهمال الجهات المعنية لهذه المقبرة وعدم توظيف حراس لحمايتها وتأمينها من الانتهاكات التي تتعرض لها من حين لآخر لدرجة أنها تفتقد لعلامة أو لافتة تدل عليها رغم محاذاتها لمسجد ومقبرة الشهداء، هذه الأخيرة التي تبقى -حسبهم- أكثر حظا من سابقتها في جانب الحراسة الذي تحظى به. وألح المواطنون الذين أكدوا أنهم لن يسكتوا عن هذا الأمر حتى يبلغ أسماع السلطات المحلية البلدية منها والولائية وتتخذ بشأنه الإجراءات اللازمة لتأمين وحماية حرمة الأموات من أبائهم وأجدادهم عن طريق تشديد الحراسة واستعمال الإنارة الليلية والرفع من علو الجدار الذي يسيج المقبرة حتى يكون حاجزا منيعا لكل أنواع الاعتداءات بأشكالها.