لفّ الحزن كلا من حي عزيزي أحمد بالشرفة، وحي 440 مسكن فوضوي في منطقة حجر الديس التابعة لبلدية سيدي عمار في عنابة، الإثنين، بعد مقتل الطفل هيثم نذير ابراهيمي14 سنة، دهسا تحت عجلات جرافة كانت تقوم بهدم منزل خاله، في الحي الفوضوي بحجر الديس تحسبا لعملية ترحيل نحو منطقة الكاليتوسة. شُٓيّعت في جو مهيب، الإثنين، جنازة الطفل هيثم الذي تقطن عائلته في حي عزيزي أحمد، بينما خلّفت الحادثة التي وقعت ليلة الأحد، تذمرا كبيرا وسط السكان الذين احتجوا ليلا بقطع الطريق وإضرام النار في العجلات المطاطية، معبرين عن استيائهم من الطريقة التي أدارت بها السلطات المحلية عملية الترحيل، إذ أكد السكان أنّ ديوان الترقية والتسيير العقاري وبلدية سيدي عمار أكدا على ضرورة تحمل المعنيين بالترحيل تكاليف عملية هدم مساكنهم الفوضوية ليتحصلوا على الإذن بالترحيل، وهو الأمر الذي استجاب له 150 مستفيدا من جملة 500 عائلة محصية في هذا الحي للاستفادة من مشروع جار انجازه في منطقة الشعيبة منذ سنوات. وقال ممثل عن السكان في تصريح "للشروق" أنّ الذين قبلوا بترحيلهم إلى الكاليتوسة أجّروا جرافة لهدم منازلهم مقابل 1500 دج للساعة الواحدة، مما أشاع حالة كبيرة من الفوضى في الحي، بعد أن سارع كثيرون إلى الهدم لضمان الترحيل، بغض النظر عن عدم توفر معايير السلامة، لذلك فقد وقعت حوادث أخرى أدت إلى جرح 5 أشخاص في اليوم الأول من بدء عمليات الهدم، قبل أن يقع الحادث المميت مساء الأحد. وقد حاصر السكان صباح أمس مقر ديوان الترقية والتسيير العقاري لمعرفة مصير مشروع 500 سكن المتأخر أصلا، وحقيقة فرض ترحيلهم إلى منطقة الكاليتوسة بسبب التعقيدات التي تشوب عملية انجاز مشروعهم الأصلي، أين رفض المدير مقابلتهم وتكفل بمهمة تهدئة المحتجين ضابط من الشرطة. وعاش حي حجر الديس الفوضوي، مأساة انسانية، تسبب فيها القرار الذي أصدرته السلطات المحلية ببلدية سيدي عمار للسكان الذين طلب منهم التكفل بهدم منازلهم الفوضوية تحسبا لعملية ترحيلهم حسب الشهادات التي استقتها الشروق من المعنيين بالأمر وقد سجلنا غياب ممثلين عن السلطات المحلية، أو عناصر الحماية المدنية بعد وقوع الحادثة، إذ وقع حادث الدهس المميت مساء عندما كان الطفل جالسا بالقرب من مكان هدم منزل خاله، وفجأة فقد سائق الجرافة السيطرة على آلته فرجع للوراء ودهس الضحية فقسمه إلى شطرين حسب تصريحات شهود العيان، بينما تسبب الحادث في إصابة الطفلة إيمان بجروح خطيرة وهي ترقد حاليا في المستشفى الجامعي ابن رشد، مع العلم أن المواطنين تكفلوا بنقل الضحايا إلى المستشفى . من جهته، قال رئيس ديوان الترقية والتسيير العقاري في تصريح "للشروق"، أنّ مشروع 500 سكن الذي وجه للمنطقة شابته عدة عراقيل، وتأخر انجازه كثيرا مما استدعى توجيه السكان إلى منطقة الكاليتوسة إلا أنّ الكثير منهم رفضوا ذلك رغم عدم وجود حل آخر، محمّلا بدوره السكان مسؤولية الحادث الأليم الذي وقع إثر الترحيل والهدم العشوائي، بسبب تسرعهم على حد قوله، لتسريع عملية انتقالهم قبل شهر رمضان. كما حاولت "الشروق" الاتصال برئيس بلدية سيدي عمار إلا أنه لم يرد على اتصالاتنا المتكررة.