صورة من الأرشيف ارتأى العديد من شباب ولايات الغرب الذين كانوا يخطّطون لرحلات سريّة تجاه السواحل الإسبانية انطلاقا من شواطئ وهران، تأجيل رحلاتهم إلى ما بعد شهر جوان للاستمتاع بالمونديال وأجواء تشجيع الخضر، في الوقت الذي يلازم "الحرّاقة" الذين وصلوا سالمين إلى التراب الإسباني العام الماضي وتمّ الإفراج عنهم، "مقاهي الأنترنيت" للإطّلاع على كلّ كبيرة وصغيرة بخصوص الخضر بداية من التربّص ب"كرانس مونتانا". على الرغم من أنّ الظروف جدّ سانحة لتنفيذ مخطّطات الهجرة السريّة نحو سواحل "أليكانت"، نظرا لتحسّن الأحوال الجويّة واستقرار حالة البحر، إلاّ أنّ الكثير من "الحرّاقة" جمّدوا مشاريعهم فجأة وفضّلوا مشاركة مناصري "الخضر" أفراحهم وتشجيع المنتخب الوطني بقوّة في مونديال جنوب افريقيا الذي لم يعد يفصلنا عنه غير أسابيع قليلة، مع أنّه من المعتاد أن تتدفّق أفواج كبيرة من الشباب من مختلف ولايات الوطن، في زوارق مطاطية في هذه الفترة بالذات، إذ وبالرجوع إلى إحصائيات مصالح حرس السواحل والدرك الوطني المكلّفة بمراقبة السواحل ومكافحة ظاهرة "الحرقة" من سنة 2006 إلى غاية 2009، تؤكّد تسجيل عدد هائل من الرحلات السريّة خلال فترة الربيع والصيف، حيث كان "الحرّاقة" يترقّبون تحسّن الأحوال الجويّة بفارغ الصبر لأنّ الرحلات تكون غالبا ناجحة باستثناء بعض الحالات، لكنّ الاستثناء هذه المرّة هو الحدث الذي تنبض له قلوب كلّ الجزائريين، إذ لم تطاوعهم قلوبهم للمغامرة في رحلة مجهولة دون مشاهدة مباريات الخضر في جنوب إفريقيا ومعايشة أجواء الفرحة التي تعمّ كلّ الشوارع والأحياء والتي خلقت متنفّسا بامتياز لمشاكل هؤلاء الشباب وأحزانهم، الأمر الذي جعلهم يولون "الحلم للتألّق في المونديال قبل حلم الذهاب إلى إسبانيا"، إذ تؤكّد مصالح حرس السواحل بالواجهة البحرية لوهران ومستغانم وعين تموشنت، أنّه تمّ تسجيل تراجع كبير لظاهرة الهجرة السريّة هذا العام باستثناء بعض الحالات. من جانبهم المهاجرون غير الشرعيون الذين افتّكوا رخصة البقاء بمراكز "الحرّاقة" بمدريد، برشلونة، أليكانت وغيرها وآخرون قضوا الأشهر الأولى من السنوات الثلاثة التي أمهلوها للحصول على الوثائق، غير بعيدين عن الحدث الكروي الذي تهتزّ له الجزائر هذه الأيّام، حيث يحرصون على الحصول على الرايات الوطنية وقمصان الأخضر والأبيض، ليحجزوا مقاعدهم أمام شاشات الكمبيوتر ب"مقاهي الأنترنيت" مع بداية العدّ التنازلي لمونديال جنوب إفريقيا، إذ أكّد بعضهم ممّن يقيمون بالعاصمة الإسبانية مدريد في اتصالهم ب "الشروق"، أنّهم يتابعون كلّ تفاصيل المنتخب الوطني بخصوص التدريبات والإصابات والتغييرات داخل التشكيلة، ويتحمّسون كذلك لمتابعة المباريات الفاصلة بالدوري الأوّل على شبكة الأنترنيت.