تمكنت يوم أمس مصالح الأمن الاسبانية من القبض على تسعة مهاجرين سرّيين أو "حراقة" كانوا على متن قارب صيد أبحروا بواسطته انطلاقا من سواحل غرب البلاد، وتحديدا بين ولايتي وهران وعين تموشنت، وهو الأمر الذي لم يتأكد بعد بشكل رسمي من طرف السلطات الجزائرية خصوصا أن ذكر هذا الخبر جاء عبر وسائل إعلام اسبانية وأعادته قناة "ميدي 1 الفرانكو- مغربية" في نشراتها أمس. وحسبما ذكرته نفس المصادر فان "الحراقة" المقبوض عليهم من طرف البحرية الاسبانية ومصالح الأمن وصلت بخصوصهم معلومات بعثت بها البحرية الجزائرية في إطار التعاون بين البلدين، حيث تأكدت من خروجهم عن طريق رفاق لهم وسارعت بإبلاغ الجهات الاسبانية بالأمر، ليكون بذلك قارب الصيد الخامس الذي تتمكن اسبانيا من الإيقاع بركابه منذ بداية السنة الجارية. وأشارت في هذا السياق نفس المصادر، أن المهاجرين السريين وهم من الشباب جميعا كانوا في وضعية صحية جيدة حيث نجحت رحلتهم المغامرة بالوصول إلى إحدى الجزر الواقعة في الساحل الاسباني دون حدوث أي مكروه عكس عشرات الحالات الأخرى التي طالما انتهت بكوارث ومآسي إنسانية، وقد تم توجيه المقبوض عليهم إلى مصالح الأمن الاسبانية من أجل التحقيق معهم علما أن عائلات هؤلاء "الحراقة" كثيرا ما عبرت عن استيائها من طول هذه الإجراءات ، وعدم تمكنها من معرفة المصير الذي آل إليه العشرات منهم اختفوا بمجرد وصولهم إلى الأراضي الاسبانية وتم تفريقهم هناك بين مختلف مصالح الأمن وجهات التحقيق، لكن المأخذ الأساسي لعائلات هؤلاء الحراقة يتمثل في عدم تحرك الجهات الجزائرية هناك وخصوصا التمثيلية الدبلوماسية للمساعدة في البحث عن هؤلاء المهاجرين وتحديد مصيرهم. من جهته، سبق لرئيس اتحاد المهاجرين الشرعيين في اسبانيا وأن صرح للشروق أن صعوبات كبيرة لاقاها عندما حاول البحث عن هؤلاء "الحراقة" بناء على رسائل وطلبات عائلاتهم، حيث قال أنه حمل الصور معه لعشرات الشباب الذين غامروا بالهجرة سرا خلال النصف الثاني من السنة الفارطة لكن ووجه بعبارات "لا يوجد، لا نعرف مكانه" في كل مرة كان يقصد فيها مصالح الأمن وحتى المؤسسات العقابية التي يحوّل إليها الحراقة من صغار السن. من جهته، الهلال الأحمر الجزائري كان قد استقبل على مستوى مكتبه في وهران منذ بداية السنة الجارية 63 ملفا أودعته عائلات تطالب بكشف مصير أبنائها "الحراقة" الذين اختفوا ولم يظهر عليهم أي خبر منذ أشهر، وهو الأمر الذي مازال متوقفا عند حدود البلاغات دون التحرك رسميا وفعليا للقيام بخطوات ايجابية في الوقت الذي تتضاعف فيه مأساة الأمهات كل يوم بحثا عن أخبار جديدة لعشرات المفقودين الذين لم يتبن ما إذا كانوا أحياء أو أموات. قادة بن عمار