ذكرت صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن الحكومة الإماراتية دعمت عملية الانقلاب الفاشلة ضد حكومة حزب العدالة والتنمية في العام الماضي بثلاثة مليارات دولار، كما أورد موقع "عربي 21"، الثلاثاء. وينقل التقرير، الذي ترجمه "عربي21"، ما كتبه المعلق التركي المعروف محمد أشيت في صحيفة "يني شفق"، الذي تحدث عن الدور الإماراتي، حيث قال أشيت، إن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ألمح إلى أن دولة مسلمة "أنفقت ثلاثة مليارات دولار للإطاحة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومة تركيا"، وفي الوقت ذاته دعمت الانقلاب الفاشل في 15 جويلية العام الماضي. وتورد الصحيفة، أنه حسب أشيت، فإن تشاووش أوغلو قال: "نعرف أن بلداً قدم ثلاثة مليارات دولار، كدعم مالي للمحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، وبذل الجهود للإطاحة بالحكومة بطرق غير قانونية، وفوق هذا كله فهو بلد مسلم". ويلفت التقرير إلى أن كاتب العمود الشهير أشيت زعم أن هذه الدولة المسلمة هي الإمارات العربية المتحدة، قائلاً إن الأموال تم دفعها من أجل التخلص من أردوغان وحكومته. وتورد الصحيفة نقلاً عن أشيت، تعليقه في تصريحات ل"ديلي صباح"، بشأن ما كتبه، قائلاً إن مصادر من داخل وزارة الخارجية أكدت له أن هذه الدولة هي الإمارات، وأضاف: "لم يسم الوزير البلد، لكن مصادر من وزارة الخارجية أكدت أنها الإمارات". وينقل التقرير عن نائب المنسق لمؤسسة البحث السياسي والاقتصادي والاجتماعي في أنقرة محيي الدين أتمان، قوله إن الإمارات متورطة في محاولات ضد تركيا منذ بداية "الربيع العربي"، مضيفاً أنها لم توفر أي جهد دبلوماسي واقتصادي في هذا الشأن. وتنوه الصحيفة إلى ما كتبه ديفيد هيرست من موقع "ميدل إيست آي"، بعد فترة قصيرة من المحاولة الانقلابية، التي اتهمت بها جماعة فتح الله غولن، وقال إن صاحب قناة "الغد" محمد دحلان، قام بتحويل الأموال للجماعة الإرهابية. وحسب المقال، الذي نشر في 29 جويلية، فإن دحلان قام بتحويل الأموال إلى جماعة غولن قبل أسابيع من المحاولة الانقلابية، وتواصل مع فتح الله غولن، من خلال شخص مقرب لرجل الدين، مشيراً إلى أن دحلان يعرف بعلاقاته القوية مع الإمارات. ويشير التقرير إلى ردة فعل الإعلام الإماراتي على المحاولة الفاشلة، حيث زعم في ليلتها نجاح تلك المحاولة، لافتاً إلى أنه تم إحباط المحاولة الانقلابية في الساعات الأولى من صباح 16 جويلية، بعدما أطلق الانقلابيون النار على المدنيين، وقتلوا 249 شخصاً، وقصفوا البرلمان، وحاولوا الوصول إلى المكان الذي كان أردوغان يقيم فيه. وتفيد الصحيفة، بأن الرئيس التركي أشار في الأسبوع الماضي إلى أن أنقرة عرفت أي دولة خليجية فرحت بالانقلاب الفاشل، حيث قال: "نعرف جيداً من فرح في الخليج عندما حصلت محاولة الانقلاب في تركيا، ولدينا معلومات أمنية، ونعرف جيداً من قضى الليل وكيف"، وأضاف الرئيس أن بلاده تعرف الدول التي أنفقت أموالاً وكيف ذلك. وحسب التقرير، فإن أتمان أكد النشاطات التي انخرطت فيها الإمارات في مناطق الاضطرابات، قائلاً: "نعرف أن الإمارات تحمل حقائب المال من الصومال إلى مصر، التي شهدت ثورة، وعلى ما يبدو فإن نشاطاتهم المعادية لتركيا متناسقة مع سياساتهم". وتذكر الصحيفة، أن قناة "الغد" استضافت قيادياً في جماعة غولن، حيث دعا الغرب للإطاحة بحكومة أردوغان، وزعم أن تركيا "تنزلق نحو الحرب الأهلية"، ودعا الغرب للإطاحة مباشرة بحزب العدالة والتنمية. وينوه التقرير إلى تسريبات البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، التي كشفت دور الإمارات في انقلاب جويلية الفاشل. وتختم "ديلي صباح" تقريرها بالإشارة إلى ما قاله الباحث البارز في المعهد المؤيد ل"إسرائيل"، مركز الدفاع عن الديمقراطية، جون هانا في مقالة أرسلها للعتيبة، في إحدى الرسائل التي حصل عليها موقع "إنترسيبت"، إن كلاً من الإمارات ومعهده مسؤولان عن انقلاب تركيا الفاشل، وأضاف: "نتشرف أننا برفقة الإمارات".