عملت السعودية على دفع باكستان إلى اتخاذ موقف مؤيد لها، خلال الأزمة الخليجية بين الإماراتوالبحرين والسعودية من جهة، وقطر من جهة أخرى، إلا أن إسلام آباد رفضت التخلي عن حيادها، حسب ما ذكرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، الجمعة. وأشارت الصحيفة إلى أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أجرى لقاء مع رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف في جدة، الاثنين، 12 جوان 2017، وذكرت أن الملك سلمان قد قدم فيه تحذيراً نهائياً: أن تختار باكستان بين السعودية وقطر، حسب ترجمة موقع "هاف بوست عربي". من جانبها، نقلت صحيفة "ذي إكسبريس تريبيون"، وهي الفرع الباكستاني لصحيفة "نيويورك تايمز الأمريكية"، الأربعاء، 14 جوان 2017، عن مصدر دبلوماسي رفيع المستوى قوله أن الملك سلمان قد سأل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف قائلاً: "أنت معنا أم مع قطر؟". مخاوف باكستان وفي حين رفضت باكستان دعم السعودية بصورة صريحة في الأزمة الحالية أفادت تقارير بأن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الخارجية الناشئة ربما دفعت إسلام أباد للموافقة على استخدام نفوذها لحل الأزمة بين دول الخليج العربية. وأثار عزل قطر المفاجئ مخاوف بالنسبة لباكستان، التي مثلها مثل السعودية، تُعد حليفاً للولايات المتحدة يجري اتهامه بشكل متكرر بتمويل الإرهاب. فالدولة الجنوب آسيوية متورطة بالفعل في خلافات مع جارتيها أفغانستان والهند اللتين تتهمانها بتقديم الدعم لمجموعات مسلحة. وكانت الولاياتالمتحدة قد انقلبت على باكستان في السابق في أعقاب الكشف عن أن زعيم القاعدة أسامة بن لادن كان يختبئ في مجمع في مدينة أبوت أباد الباكستانية. وقد حُكم على شاكيل أفريدي، الطبيب الباكستاني الذي ساعد الولاياتالمتحدة على تحديد موقع بن لادن، بالسجن مدة 33 عاماً بتهمة الخيانة. ووفقاً ل"نيوزويك" لم تستأنف الولاياتالمتحدةوباكستان التعاون العسكري سوى بعد سنوات. إذ أنه في عام 2016، اقترح الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما منح باكستان مليار دولار من المساعدات المدنية والعسكرية. إلا أن إدارة خلفه ترامب الآن تبحث اقتطاعات كبيرة من تلك المساعدات. ووفقاً لشبكة NDTV التلفزيونية الهندية، فقد قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون: "لقد سأل الرئيس سؤالاً على وجه التحديد حول مستوى دعمنا وتمويلنا لباكستان"، مؤكداً على أن أي اقتطاعات في المساعدات لم تُقر بعد. فبعد فترة قصيرة من زيارة ترامب الشهر الماضي، انضمت كل من البحرينوالإمارات ومصر إلى السعودية في قطع العلاقات مع قطر على خلفية اتهامات للدوحة بأنها ترعى الإرهاب في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، شنت السعودية جهوداً مُتضافرة لعزل الدولة الصغيرة التي تعد شبه جزيرة. ومنذ 5 جوان الجاري، قطعت سبع دول عربية علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وهي: السعودية والإماراتوالبحرين ومصر واليمن وموريتانيا وجزر القمر، واتهمتها ب"دعم الإرهاب"، فيما نفت الدوحة تلك الاتهامات. وشددت الدوحة على أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.