الاحتبال الالكتروني عالجت كتيبة الدرك الوطني بتبسة أول أمس جريمة إلكترونية تورط فيها شابين من دولتين إفريقيتين يبلغان من العمر 32 و38 سنة، والضحية شاب جزائري يقيم بمدينة تبسة ويبلغ من العمر 40 سنة تقريبا. بداية القصة تعود إلى الشهر الماضي أي أفريل، حيث تفاجأ الشاب الجزائري المقيم بمدينة تبسة بوجود رسالة ببريده الالكتروني، حيث أشعرته الرسالة باسم امرأة أجنبية أنها على مشارف الموت ومصابة بداء السرطان ولا تملك وريثا يتصرف في ما تملك من ثروة مالية تقدر بأكثر من 4 ملايين دولار أي ما يعادل بالعملة الوطنية 5 ملايير سنتيما تقريبا، والأغرب من ذلك فهي تريد أن تسخر مالها لبناء مشروع خيري بالجزائر، وهي ذات الرسالة التي وصلت الآلاف من الجزائريين، لكن حكاية الشاب التبسي تطورت، إذ بدأ تبادل الرسائل بينه وصاحبة الرسالة الوهمية أكثر من مرة. وحصل الشاب الجزائري على رقم هاتف نقال قالت صاحبته يرجى منه الاتصال به والذي تبيّن أنه لرجل افريقي، وتحدث مع إفريقي آخر كذلك مشعرين إياه بأنهما وسيطا لدى المرأة التي تريد منح أموالها له، لاستغلاها في المشروع الخيري وقد طلبا منه بعد عدة مكالمات واتصالات عن طريق الهاتف والانترنيت الانتقال إلى الجزائر العاصمة لاستلام المبلغ المالي.. ومن أجل وضع حد لأي فرصة للنصب والاحتيال توجه المعني إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بتبسة مبلغا إياهم عن الحادثة التي أخذتها قيادة الدرك الوطني مأخذ الجد بعد إشعار وكيل الجمهورية، حيث تم ترتيب كل إجراءات السفر نحو العاصمة بما في ذلك سفرية الضحية الذي كان على صلة بالجناة، حيث التقى بهما أكثر من مرة بأحد فنادق العاصمة وأمام أعين رجال الدرك الوطني الذين استعملوا تقنية الاستماع وتسجيل المكالمات الهاتفية والمشاهدة المباشرة بين الطرفين، حيث أشعر الإفريقيان الشاب الجزائري بأن المبلغ المالي المتفق عليه مع المرأة الوهمية والتي توفيت مؤخرا قد تكفلا بالتصرف فيه وهما سيواصلان الاجراءات لتسليمه المبلغ المالي وطلب المتهمان من الضحية إحضار مبلغ 180 مليون سنتين ليتمكنا من استخراج الدولارات وهو مبلغ عبارة عن رسوم حسب ادعائهم، وبعد أخذ ورد ومفاوضات تدخل رجال الدرك الوطني وأوقفوا المتهمين الإفريقيين متلبسين بعملية النصب.. وبعد تحويلهما الى مدينة تبسة، تم نهار أمس تقديمهما أمام السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة تبسة، حيث قام بايداعهما الحبس المؤقت بتهمة النصب والاحتيال عن طريق الانترنيت. وإلى غاية تفطن العشرات من المواطنين خاصة الأثرياء منهم والطماعين يبقى الكثير عرضة للنصب والاحتيال خاصة من طرف الأفارقة الذين وجدوا الأرضية الخصبة للتحايل على المواطنين على غرار ما فعله مؤخرا بعض الأفارقة بمواطن من تبسة لما أشعروه بأنهم قادرون على استخراج الكنوز والذهب من باطن الأرض وقاموا بردم 3 قطع ذهبية بإحدى البلديات الأثرية وسافروا لتلك المنطقة بعد 4 أيام ولما وصلوا المنطقة بدؤوا بقراءة التعاويذ وطلبوا منه البدء بالحفر بواسطة آلة نحاسية وبالفعل عثر المواطن المغفل على القطع الذهبية، حيث ذهل أمام الأمر، والأكثر من ذلك تنازلوا له عن القطع الذهبية مخبرين إياه بأن هناك منطقة توجد فيها كمية من الذهب تقدر بمئات الملايير، وهو ما فتح شهية المواطن التبسي الذي توسل لهم لأجل استخراج الكمية مقابل منحهم ما يريدون من أموال، وبعد أخذ ورد أكدوا له بأن الأمر يتطلب إحضار مواد وسوائل من احدى الدول العربية المشهورة بالشعوذة بتكلفة مالية تصل 300 مليون سنتيم، واستجاب ذلك المواطن الساذج وسلمهم المبلغ وهو في انتظار عودتهم الى يومنا هذا رغم أن عملية التسليم تجاوزت مدة تفوق الشهرين.