عرفت أغلب مساجد ولاية إيليزي، خلال هذا العام تحوّلا واضحا، ونتائج ايجابية في تحفيظ كتاب الله، على مستوى المدارس القرآنية المتواجدة بتلك المساجد. وأعادت العملية التي يشرف عليها مدرسو القرآن، والأئمة، فضيلة حفظ القرآن إلى سابق عهدها، أو هي في طريقها نحو ذلك، حيث كانت مدن عريقة بولاية إيليزي، على غرار جانت، وبرج عمر ادريس، ومناطق شبه نائية على غرار اهرير، وحتى مدن إيليزي، وعين أمناس والدبداب وبرج الحواس، كانت كلها مناطق معروفة بالاجتهاد في تحفيظ الأطفال لكتاب الله إلى وقت قريب، قبل أن تتراجع عمليات التحصيل والإقبال على استظهار وحفظ وتلاوة القرآن في السنوات الأخيرة، لأسباب مختلفة، بينما ظهرت مع شهر رمضان المنقضي عودة المدارس القرآنية بتسجيل، حفظة كتاب الله، ممن أتموا حفظ القرآن كاملا، بينما استطاع عشرات الأطفال حفظ نصف القرآن أو ربعه، وفي الكثير من المدارس، تجاوز عدد الأطفال الذين حفظوا أكثر من عشر أحزاب، نسبة الثلث من عدد التلاميذ في تلك المدارس القرآنية والكتاتيب والتي أغلبها شهد توافدا مكثفا للأطفال عقب نهاية السنة الدراسية الماضية والتي تزامنت مع بداية شهر رمضان المعظم. وعرفت الولاية هذا العام، وخصوصا بمناسبة ليلة القدر ونهاية شهر رمضان، تنظيم احتفالات كثيرة، عبر مساجد الولاية، وهذا لتكريم حفظة كتاب الله، حيث ساهمت تلك التكريمات في إضفاء أجواء الحماس، والرغبة وسط الأطفال، خاصة، بدخول بعض المقاولين ورجال الأعمال في قائمة المساهمين، ما رفع القيمة العينية والمالية للجوائز الممنوحة للمتفوقين، وعلى العموم فإن مدارس مدينة جانت، ثم إيليزي، تتصدر قائمة المدارس القرآنية التي تحصلت على نتائج إيجابية في تحفيظ القرآن هذا العام، لكن كل المؤشرات تفيد بتصاعد حدة السباق لنيل مراتب أحسن بالنسبة للمدارس القرآن، وكلها مؤشرات إيجابية في عودة تحفيظ القرآن إلى سابق عهدها بولاية إيليزي، ويرى الكثير من معلمي مدراس القرآن الكريم أن هذا الإقبال سينعكس إيجابيا على نتائج التحصيل المدرسي للتلاميذ في الولاية والتي كثيرا ما احتلت ذيل الترتيب في الامتحانات النهائية خاصة شهادة البكالوريا.