تمنارت منطقة سياحية جزائرية، تقع في شرق البلاد بدائرة القل ولاية سكيكدة، جمالها مستوحى من الطبيعة، حيث تمتزج فيها الجبال بالغابات والوديان والشواطئ الساحرة.. ويقع هذا المكان في الجانب الغربي لمدينة القل على بعد 17 كلم، تطل على البحر الأبيض المتوسط شمالا، أما غربا فتحدها كل من منطقة وادي الزهور والزيتونة، وفي الجنوب نجد مقر البلدية التي تسمى الشرايع. الشيء المميز فيها أنها قليلة أو شبه منعدمة الكثافة السكانية، وهذا راجع إلى موقها البعيد نوعا ما عن المدينة وكذا خلو المنطقة من أي شيء يجلب الأشخاص إليها.. نائمة طول السنة ولا تعرف الحياة إلا في موسم الاصطياف. كما أن الحالة الأمنية التي مرت بها الجزائر أسهمت في عزلتها أكثر فأكثر، لكن بفضل الله ثم سكان المنطقة الكرماء، هاهي تستعيد حياتها شيئا فشيئا. تتميز المنطقة بجبال شامخة، أشجار كثيفة من أنواع مختلقة: البلوط، الصفصاف، التين، الزيتون، التوت، وخاصة الدفلى التي تغطي تقريبا كل المنطقة وتصل حتى الوادي وشواطئ المنطقة. كما تتميز بوديان وعناصر تنحدر من تلك الجبال تنعش المارين بمياهها العذبة. وتعتبر مصدرا أساسيا للري للفئة القليلة التي تمارس الزراعة التقليدية في منحدرات وعرة. وبالنسبة إلى شواطئها، فهي الأجمل في الجزائر، نلاحظ وجود شاطئين واسعين في المركز وعدة شواطئ في الناحية الشرقية تتخللها بعض المناطق الصخرية على شكل خلجان تسر الناظر إليها.. مياهها صافية زرقاء ذات رائحة مميزة، كثافة الملوحة فيها عالية، يحس بها كل من غطس فيها.. غرب تمنارت نجد برجا كبيرا، يدعى "رأس بوقارون"، يقال إنه أول نقطة في القارة السمراء. ومن المتعارف عليه في المنطقة أن كل الأشياء التي تضيع في البحر وكذا قوارب الصيد وغيرها تخرج في ذلك البرج، حيث توجد منارة كبيرة تظهر من مسافات بعيدة. وتعتبر منطقة تامانارت اليوم قبلة الأفواج الكشفية والجمعيات للتخييم في غاباتها، كما تحولت إلى قبلة للعائلات من مختلف الولايات. وتجدر الإشارة إلى أن شواطئها اختيرت الأجمل في الجزائر طيلة مرحلة الثمانينيات.