انطلق قبل أيّام موسم العلاج بحمامات الرمال الساخنة على مستوى واحات الصحراء الجزائرية، حيث يستعدّ المشرفون على العلاج لاستقبال الآلاف من المرضى، خصوصا المصابين بالروماتيزم، فيما تنظّم الوكالات السياحية رحلات جماعية للاستفادة من خدمات العلاج بالرمال الساخنة. يتزايد الإقبال على التداوي بالحمامات الساخنة وسط الرمال، سنويا في إطار الطبّ البديل وتسجيل شفاء العديد من الحالات، وقد انطلقت قبل أيّام رحلات المرضى نحو الصحراء العميقة في وادي سوف وتاغيت ببشار وغيرها من الواحات المعروفة بانتشار العيادات المفتوحة تحت أشعّة الشمس الحلرقة، وقد تمّ انطلاق الموسم بعد تسجيل ارتفاع محسوس في درجات الحرارة التي تتجاوز الخمسين درجة غالبا، وهو المطلوب لعلاج الأمراض منها الروماتيزم بمختلف أنواعه وأمراض العظام والمعدة والسكري، إضافة إلى إفادة الجسم وإعطائه طاقة وحيوية. وحسب أحد المشرفين على إدارة مركب سياحي بصحراء تاغيت، يقوم مجموعة من الشباب بحفر حفر وسط الرمال تستوعب جسم المريض، وذلك في الصباح الباكر، وفي الزوال ترتفع درجة حرارة الرمال وتكون محرقة حيث يتم ردم المريض باستثناء رأسه التي تبقى تحت مظلّة واقية من أشعّة الشمس، ويبقى المريض في هذا الحمام الرملي فترة زمنية معيّنة تصل إلى الساعتين ما بين الظهر والعصر، ثمّ يخرج ويلفّ بأغطية سميكة للمحافظة على حرارة الجسم وعدم الإصابة بالبرد، ويستفيد من خدمات أخرى داخل خيمة مجاورة حيث بإمكانه تناول المشروبات الساخنة مثل الحلبى أو خلطات الأعشاب أو الكسكسي بالأعشاب أو التدليك، ويمكن إعادة الحمام الرملي عدّة مرّات في الأسبوع، ويؤكّد المعالجون أنّ هذه الطريقة من الطبّ البديل مجدية في معالجة عدّة أمراض وقد تحقق ذلك بالتجربة كما تفيد هذه الطريقة حتى الأصحاء على اعتبار أنّ الجسم يفرز كميات معتبرة من العرق أو السموم التي يمتصّها الرمل. وتختلف أسعار العلاج بالحمامات الرملية ما بين الواحات وحسب الخدمات المستفاد منها بسبب عدم تنظيم هذا العلاج، فيما يعتبر العائق الأكبر أماكن الإقامة التي تبقى قليلة ولا تستوعب العدد الهائل من زوّار الصحراء في هذه الفترة، إذ يلجأ الساكنة إلى تأجير سكناتهم مقابل مبالغ تبدأ من 4 آلاف دج لليلة الواحدة وذلك في ظلّ نقص المرافق والهياكل الفندقية.