تعرف هذا العام متوسطات المقاطعة الإدارية بجانت، التي تتضمن بلديات جانت وبرج الحواس، حالة من الاكتظاظ بفعل تزايد عدد التلاميذ الذين يلتحقون بالطور المتوسط من التعليم، قادمين من المدارس الابتدائية بالمقاطعة. وهو ما سبب تراجعا في معدلات النجاح في مختلف السنوات بحسب مراقبين. ويعرف عدد من المتوسطات على مستوى المقاطعة حالة غير مسبوقة من الاكتظاظ، حيث لا يوجد مع الدخول المدرسي المقبل، 2017/2018، حتى ما يكفي من الحجرات المخصصة للتدريس على مستوى عدد من المتوسطات، على غرار متوسطة محمد العيد آل خليفة بمنطقة إفري بجانت، التي يعتزم مسؤولوها الاستعانة بحجرات للتدريس على مستوى ثانوية عمر بن الخطاب المجاورة، رغم الرفض الذي أبدته النقابات والأساتذة على مستوى هذه الأخيرة. فيما تعرف متوسطات أخرى، ارتفاعا في معدلات أعمار عدد من التلاميذ، عن المسموح به، خاصة أن هؤلاء من المعيدين لمرة واحدة على الأقل، ما جعل عددا من المتوسطات يشرع في تنفيذ النصوص الخاصة بتسريح التلاميذ من ذوي الأعمار الكبيرة عن الطور المتوسط، نحو مؤسسات التكوين المهني، حيث لا يزال الكثير من التلاميذ الذين تجاوزت أعمارهم 16 سنة، يزولون دروسهم في أقسام التعليم المتوسط. وعلم في هذا الإطار أن متوسطة بلدية برج الحواس، على سبيل المثال، شرعت في تسريح قرابة 60 تلميذا، الأمر الذي أثار حفيظة واستياء فدرالية وجمعيات أولياء التلاميذ، رغم أن هذه الجمعيات لها نصيب من مسؤولية تردي النتائج وإعادة تلاميذهم، بسبب عدم متابعة ومرافقة الأولياء لأولادهم خلال السنة الدراسية، إذ لا يتنبه هؤلاء إلا مع ظهور النتائج في آخر السنة الدراسية. ويزيد من متاعب قطاع التربية في ولاية إيليزي إجمالا، ضعف النتائج الخاصة بشهادة التعليم المتوسط، على مر السنوات الأخيرة، التي كانت في حدود 34 بالمائة بالنسبة إلى شهادة التعليم المتوسط، بينما كانت النسبة للمتنقلين إلى الطور الثانوي في حدود 50 بالمائة خلال السنة المنتهية، متذيلة بذلك النتائج على المستوى الوطني رفقة ولايات أقصى الجنوب الأخرى، أدرار، تمنراست، تندوف، ما يعني أن نصف عدد تلاميذ الأقسام النهائية بهذا الطور، موزعين بين من يبقى في الطور المتوسط لإعادة السنة، أو من يتم توجيهه إلى الحياة المهنية أو التكوين المهني، ما يجعل أغلب الحلول المقدمة من طرف مسؤولي قطاع التربية، دون جدوى إلى حد الآن على الأقل مع تفاقم مشكلة الاكتظاظ والتسرب المدرسي، وغياب جمعيات أولياء التلاميذ عن المشهد كليا، الأمر الذي جعل هذا الطور على مستوى ولاية إيليزي، والمقاطعة الإدارية بجانت، أهم الأطوار التي تؤرق مسؤولي قطاع التربية، والسلطات العمومية، رغم أن هذا الطور يعتبر ضمن الأطوار التي استفادت من مرافق جديدة في السنوات القليلة الماضية، غير أن ذلك لم يتناسب مع النتائج والتوقعات المنتظرة.