أحدثت عمليات ترحيل عائلات من مختلف الأحياء القديمة إلى الأحياء السكنية الجديدة بالواحاتين الشمالية و الشمالية الغربية ، فوضى واكتظاظا وسط المؤسسات التعليمية المستقبلة نتيجة غياب مدارس جديدة رافقت التجمعات السكنية، وهو ما جعل أغلب التلاميذ ينتظرون دورهم في التسجيل، لغياب المقاعد البيداغوجية وعدم قدرة المؤسسات التعليمية التي تحوزها المنطقتين على استيعاب أعداد تفوق طاقتها. وبسبب مشكل الاكتظاظ ، الذي وصل إلى حد تدريس أزيد من ثلاثة تلاميذ في الطاولة الواحدة . وتشهد معظم المؤسسات التربوية الواقعة بمحيط التوسع العمراني لعاصمة الولاية الأغواط اكتظاظا كبيرا ، خلال السنة الدراسية 2011 - 2012، إلى حد أنه لم يجد أغلب تلاميذ هذه المؤسسات مقاعد للتدريس بسبب عمليات الترحيل التي تمت تزامنا مع الدخول المدرسي دون حصول أدنى تنسيق بين قطاع السكن وقطاع التربية، مما خلق طوابير طويلة لتسجيل التلاميذ في المؤسسات التعليمية ، وجعل الأساتذة في حيرة من أمرهم في كيفية التعامل مع أقسام يفوق تعدادها 50 تلميذا ، واضطرت المؤسسات التي تحوزها الواحاتين و البالغ عددها نحو 15 مدرسة إبتدائية و 07 متوسطات و 05 ثانويات منها متوسطة المصالحة و المتوسطة الجديدة و ثانوية حي الوئام التي بلغ معدل عدد تلاميذ الحجرة الواحدة بها 48 تلميذا مما اضطر مسؤولوها إلى التهرب من استقبال التلاميذ الجدد و هو الأمر الذي خلق طوابير بمديرية التربية و مديرية التوجيه المدرسي من أجل تسهيل عملية الحصول على وعود بالتسجيل بالمؤسسات القريبة من مقر سكناتهم الجديدة في حين تقلص عدد تلاميذ المؤسسات التربوية بالواحات الجنوبية إلى أكثر من النصف حيث لا يزيد معدل التلاميذ في القسم عن 25 تلميذا . و ذلك بالرغم أن عدد تلاميذ الولاية قد ارتفع بزيادة تصل إلى 08 آلاف تلميذ ، حيث إلتحق هذه السنة 109 ألف و 900 تلميذ ، بالمؤسسات التربوية للأطوار التعليمية الثلاثة، و قد شهد الدخول المدرسي 2011 - 2012، منهم 47953 بالتعليم الإبتدائي بينهم 9748 تلميذ جديد و 4123 بالأقسام التحضيرية و 49817 بالتعليم المتوسط و 17066 بالتعليم الثانوي ، يؤطرهم أزيد من 4600 أستاذ و معلم ، و قد تعزز القطاع بأكثر من 400 منصب في إطار عقود الإدماج المهني لسد العجز المسجل في التأطير البيداغوجي . و يتميز الدخول المدرسي، هذه السنة الدراسية، بالشروع في تطبيق التوقيت الجديد للزمن الدراسي في الطور الابتدائي، لتخفيف اليوم الدراسي، مع توفير فضاءات زمنية تسمح بممارسة النشاطات الترفيهية والبدنية والموسيقية. ويطرح الشركاء الاجتماعيون في قطاع التربية مشكلة نقص الوسائل وعدم توفير الوزارة كل الإمكانات، مستغربين تكليف الأساتذة المعنيين بتدريس العربية والفرنسية مسؤولية تدريس الرسم أو الرياضة، مؤكدين أنه يجب الاستعانة بمختصين ومشاركة مديرية الشباب والرياضة وكذا مديرية الثقافة بالمنشطين وخريجي الفنون الجميلة وإشراك دور الشباب في العملية لضمان تأدية النشاطات الترفيهية والرياضة . مشكل الدوامين يعيق النشاطات الترفيهية والرياضية وحسب مفتش التعليم الإبتدائي عمر الشطي ، فإن النشاطات الترفيهية والرياضية تتم بطواعية، مع تنويع النشاط، فيما قال أن الأولياء يمكنهم أخذ أبنائهم عند نهاية توقيت التدريس، غير أن مشكل الدوامين لبعض المدارس سيعيق تأدية النشاطات المتنوعة، معتبرا أن نجاح الإجراءات يتطلب القضاء على مشكل نظام الدوامين الذي يستمر للخامسة مساء . ولايزال مشكل توحيد المآزر يطرح في كل دخول مدرسي، ورغم الشروع في توحيد لون المآزر بتخصيص الأزرق للذكور والوردي للبنات، منذ ثلاث سنوات، غير أن تفصيل المآزر لايزال يختلف في أوساط ما يستعمله المتمدرسون، ويحبذ مسؤولو بعض المؤسسات أن تقتنى مآزر خاصة باسم كل مؤسسة، بالتنسيق مع أولياء التلاميذ مثل ما هو معمول به في متوسطة محمود بن عمر و مدرسة محمد قلوزة، وحتى ملابس التربية البدنية، حتى يعطى طابع مدرسي تربوي بهيبة علمية . البلديات تدير ظهرها لتأثيث المدارس وتحوي أغلب الأقسام الدراسية على طاولات مكسرة في غياب تكفل من قبل البلديات على المستوى الولائي، وفقا للمادة 97 من قانون البلدية والولاية والتي تنص على أن البلديات تهتم وتعتني بتجهيز وإنشاء المدارس الابتدائية بكل مرافقها. وقد وقفنا على معاناة تلاميذ مدرسة دالي إبراهيم ، التي تفتقد تماما لأدنى شروط التدريس سواء من حيث انعدام التهيئة و الطلاء أو التهوئة و نقص الإنارة فضلا عن مصبات المياه القذرة المتدفقة من السكنات المطلة على الساحة التي تجعل التلاميذ يقضون فترة راحتهم يلعبون وسط الأوحال ، وهنا يطرح التساؤل عن دور البلديات في مدى احترام القانون وتهيئة الظروف لأجيال المستقبل. وعكس السنوات الفارطة ، و يتوقع عدد من المعلمين أن يؤجلوا الشروع في عمليات التدريس هذا العام لأكثر من أسبوعين بسبب تأخر المصالح الدائرة،في صرف الإعانات للمتمدرسين من أبناء المعوزين الذين يعلقون آمالا على هذه الإعانة في شراء المستلزمات المدرسية.