سمحت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح الاثنين، للمستوطنين وللسياح الأجانب باقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك لأول مرة منذ إغلاقه الجمعة الماضي، تحت حراسة مشددة، حسب ما نقل موقع قناة الجزيرة مباشر. لكن قوات الاحتلال مازالت تعيق عملية دخول الفلسطينيين للصلاة بالمسجد، ومنعت قوات الاحتلال عشرات المصلين من دخول المسجد الأقصى، في الوقت الذي سمحت فيه للمستوطنين باقتحامه، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). وأدى عشرات من المقدسيين صلاة فجر الاثنين، على عتبات المسجد الأقصى عند باب الأسباط، رفضاً للبوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال على بواباته، ودعا نشطاء مقدسيين، إلى شد الرحال بأعداد كبيرة لإقامة الصلوات على أبواب المسجد، وخاصة صلاتي المغرب والعشاء. وصلّى المقدسيون، الأحد والاثنين، على الإسفلت في الشوارع والطرق والأزقة القريبة والمؤدية والمحيطة بالمسجد الأقصى، رفضاً للبوابات الإلكترونية وبوابات التفتيش التي وضعتها أجهزة أمن الاحتلال على مداخل وأبواب المسجد الأقصى، وتركيبها كاميرات مراقبة متطورة. كما رفض موظفو دائرة الأوقاف الإسلامية وحراس المسجد الدخول إلى الأقصى عبر البوابات الإلكترونية واعتصموا أمام باب المجلس، أحد أبواب المسجد. وفي ساعات الصباح جدد المستوطنون اقتحامهم للأقصى عبر باب المغاربة ضمن فترة الاقتحامات الصباحية. يشار إلى أن سلطات الاحتلال نصبت، الأحد، 9 بوابات إلكترونية عند أبواب الأسباط والسلسلة والمجلس، بعد إغلاقه منذ صباح الجمعة، ورفض المصلون الدخول إليه وأقاموا الصلوات على أبواب المسجد الأقصى منذ الظهر حتى العشاء. وتواصل سلطات الاحتلال انتشارها على أبواب الأقصى وفي طرقات البلدة القديمة. وفتح الجنود بإيعاز من مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وبالتدريج كما أدعوا، أبواب المسجد الأقصى، بعد إغلاقه لما يقارب 53 ساعة، من السابعة من صباح الجمعة الماضية، وهي لحظات استشهاد الشبان جبارين ومقتل شرطيين إسرائيليين، وحتى ساعات ظهر الأحد، وهي المرة الأولى منذ العام 1969 التي يغلق فيها المسجد الأقصى ويمنع فيه الأذان. لكن فتح المسجد بهذه الطريقة لم يقبله المقدسيون، وردوا عليه بالصلاة في أقرب النقاط التي وضع الاحتلال فيها حواجز حديدية، أبرزها باب الأسباط، ووصلوا على بعد أمتار قليلة من تلك البوابات، رغم التواجد المكثف لشرطة وجنود الاحتلال. ولم تخلُ صلاة واحدة أو تجمع واحد من اعتداء وبطش واعتقال من قبل جنود الاحتلال. ويهدف الاحتلال عبر بواباته الإلكترونية إلى إذلال المصلين والمواطنين خلال دخولهم وخروجهم إلى الأقصى، وتوجيه رسالة للعرب والمسلمين أنه صاحب السيادة المطلقة على الأقصى ويحق له التصرف في نواحيه. ورغم إدراك الاحتلال جيداً حساسية المساس بالمسجد الأقصى، والذي منه انتشرت شرارة "الانتفاضة الثانية" في 28 سبتمبر 2000، إلا أنه يستمر ويُمعن في التنكيل بالمقدسيين والتضييق على حركة الدخول إلى الأقصى، والسماح للمستوطنين المتطرفين بتدنيس ساحاته، وهو ما يشعل بين فترة وأخرى مواجهات في ساحاته ومحيطه والبلدة القديمة. ووفقاً لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن اليهود الآن يتمتعون بحرية دخول الحرم القدسي، وقد رحبت حركة البيت المقدس اليهودية بدخول باحات الأقصى بكل حرية. وحسب صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن الشرطة الإسرائيلية طلبت تركيب بوابات إلكترونية منذ العام 2014، وهو ما يؤكد الترصد والنية المسبقة لدى الاحتلال لمحاولة تغيير الوضع القائم. من جهة أخرى، نقلت مواقع إعلامية إسرائيلية عن شرطة الاحتلال إدعاءها بأن الوضع يتسم بالهدوء منذ فجر اليوم في المسجد الأقصى، وبأن المئات من الفلسطينيين مروا عبر البوابات الإلكترونية لتأدية صلاة الفجر، وبأنه فتحت 4 مداخل مؤدية إلى المسجد الأقصى.