قال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، الثلاثاء، إن الجيش في بلاده سينفذ "عملية مدروسة" في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا، ضد عناصر تنظيمي "داعش" و"النصرة"، نافياً أي تنسيق بشأن تلك العملية المرتقبة مع نظام بشار الأسد. وأضاف، في كلمة له أمام مجلس النواب (البرلمان)، أن "الجيش اللبناني سيقوم بعملية مدروسة في جرود عرسال والحكومة تعطيه الحرية"، دون تحديد موعد انطلاق العملية. ورداً على أنباء بشأن تنسيق الجيش اللبناني مع النظام السوري بشأن تلك العملية الأمنية المرتقبة، قال الحريري بحزم: "لا تنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري.. لا غرفة مشتركة بين الجيش اللبناني وجيش النظام السوري". وجلسة مجلس النواب، التي انطلقت اليوم، تستمر ليوم غد الأربعاء، وتأتي في وقت يكثر فيه الحديث عن معركة مرتقبة للجيش اللبناني في عرسال؛ إثر قيام وحداته بعمليات استباقية في مخيمات للنازحين في عرسال؛ ما أسفر عن مقتل عدد من المطلوبين وتوقيف آخرين. وشهدت الجلسة مناقشات حادة بين النواب، وانتقادات للحكومة على خلفية الأوضاع في عرسال. وفي هذا الصدد، طالب النائب خالد الضاهر (مستقل) بإقالة وزير الدفاع يعقوب الصراف على خلفية الوضع في عرسال. ورد عليه عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب إميل رحمة بالقول: "كفى مزايدات". بعدها حصل هرج ومرج وتدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري لضبط الوضع، حسب مراسل وكالة الأناضول للأنباء. وطالب النائب سامي الجميل (من حزب الكتائب) بتوضيح ما سيحصل في عرسال، وسأل: "هل هناك معركة؟". وقال: "هناك مجموعات مسلحة تابعة لأحزاب لبنانية (يقصد: حزب الله) تقول إنها ستخوض معركة ونطالب بتوضيح الموضوع". وشهدت عرسال، في أوت 2014، معارك استمرت أياماً بين الجيش اللبناني ومسلحين من "جبهة النصرة" و"داعش"، قدموا من سوريا، وانتهت بإخراج المسلحين من البلدة، لكنهم لجأوا إلى التلال الجرداء للبلدة، وهي تلال خالية من السكان ومعروفة بجرود عرسال، وانضمت إليهم، مع تقدم القوات النظامية السورية في ريف دمشق، مجموعات مسلحة أخرى. وخلال السنتين الماضيتين، تكررت المواجهات بين هذه المجموعات والجيش اللبناني، كما حدثت مواجهات أحياناً من الجهة السورية بينهم وبين حزب الله. وفي نهاية جوان الماضي، نفذ الجيش اللبناني مداهمات داخل مخيمات اللاجئين السوريين قرب عرسال، في عملية وقعت خلالها أربع تفجيرات انتحارية، وتم توقيف 350 لاجئاً، بينهم مسلحون، وفق بيان للجيش حذر من استخدام الإرهابيين للاجئين كدروع بشرية.