عبد الرزاق مقري رئيس الوفد الجزائري المشارك في "أسطول الحرية" "احتجزونا 36 ساعة دون غذاء ومنعونا من قضاء حاجاتنا ل10 ساعات" "5 جزائريات و27 جزائريا من بينهم شابين صغيرين أرعبوا البحرية الإسرائيلية.. قاومنا النيران الإسرائيلية التي حاصرتنا من البحر ومن السماء وبقينا متحدين رافضين النزول والاستسلام.. رجمنا الجنود بالقارورات وكل ما وجدناه وأرعبناهم بالتكبيرات فتراجعوا أكثر من ثلاث مرات قبل أن يعتقلونا.. الجزائريون آخر الوفود التي تمكّن منها الصهاينة وأنزلوهم من السفينة بالقوة" هي شهادات حية لعبد الرزاق مقري رئيس الوفد الجزائري.. عن تفاصيل جريمة الاعتداء ومعاناة الاعتقال. كشف عبد الرزاق مقري رئيس الوفد الجزائري المشارك في "أسطول الحرية" عن تفاصيل استبسال خمس جزائريات و27 جزائريا من بينهم طالبين لا يتجاوزان 23 سنة في مواجهة الاعتداء الهمجي للجيش الإسرائيلي على "أسطول الحرية" فجر الاثنين المنقضي بالإضافة إلى معاناة الجزائريين ال32 في غرف التحقيق وزنزانات الحجز في "بئر السبع" بالأراضي الفلسطينية. من صلاة المغرب إلى الفجر.. لحظات الدعاء والترقب أكد رئيس الوفد الجزائري "أن شعور الترقب الحقيقي انتاب أعضاء الوفد الجزائري البالغ 32 عضوا مباشرة بعد صلاة المغربلليلة الأحد إلى الاثنين، حيث رصدت شاشات المراقبة بغرفة القبطان بواخر البحرية الإسرائيلية تغادر المياه الإقليمية وتدخل المياه الدولية باتجاه سفن أسطول الحرية، ما استدعى لقاء تنسيقيا لقادة الوفود المشاركة وتحديد مواقع مرابطة كل وفد من سطح السفينة"، مضيفا "حددنا موقع السطح من الطابق الثاني للسفينة لتجمع أعضاء الوفد الجزائري، حيث ارتدينا جميعا صدريات النجدة ورابطنا هناك نتلو آيات الثبات ونسأل الله إحدى الحسنين إلى قبيل فجر يوم الاثنين حين لمحنا بالعين المجردة البواخر الإسرائيلية تدنو من السفينة". الجزائريون في "سطح مكشوف" ثابتون.. وذكر مقري أن أعضاء الوفد الجزائري بقوا ثابتين في السطح المكشوف، متحدين لحماية نساء الوفد البالغ عددهن خمس جزائريات اللواتي أبدين مواقف بطولية بثباتهن ومقاومتهن، حيث أثبتن أنهن حفيدات جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي، ورابط الجزائريون بمواقعهم على السطح المكشوف إلى غاية فجر الاثنين يتلون آيات الثبات ويدعون المولى عز وجل الحفظ والشجاعة للاستبسال في المقاومة، وهم يترقبون بحذر دنو السفن الإسرائيلية والمروحيات المحلقة فوق رؤوسهم، مشيرا إلى أنه ورغم أن الجزائريين كانوا في مواجهة مباشرة مع السفن الإسرائيلية، إلا أن أخطر موقع في السفينة تمركز فيه الأتراك في سقف السفينة، حيث استهدفهم القصف بصورة حادة ما خلف العديد من القتلى والجرحى بين الأتراك. معركة حقيقية.. نيران ومروحيات في مواجهة قارورات وأشار المتحدث إلى أن المروحيات الإسرائيلية غطت سماء السفينة بمجرد دنو البوارج الإسرائيلية أكثر نحو السفينة وشرعت البحرية الإسرائيلية في إطلاق الرصاص المطاطي والحي في كل الاتجاهات، حيث حاصرتنا النيران من كل الاتجاهات، وكان الرصاص يمر بمحاذاتنا وأمام أعيننا في مشهد لا يتصوره العقل، ونحن لم نجد لحماية أنفسنا والرد عليهم إلا القارورات التي كانت أمامنا، مضيفا "أصيب الكثير منا ببعض الشظايا في أجسادهم وأرجلهم، إلا أن أخطر إصابة تلقاها النائب الجزائري ذويبي المشارك في الأسطول والذي تلقى رصاصة في عينه اليمنى ولايزال إلى حد الساعة في مستشفى أردني يتلقى الإسعافات الضرورية إثر تعقد حالته بعد أن منعه الجيش الإسرائيلي من تناول دوائه عند اعتقاله والتحقيق معه". أرعبناهم بالتكبيرات ورجمناهم بكل ما وجدنا وقال مقري أن جميع أعضاء الوفد الجزائري استبسلوا في مقاومة الجنود الصهاينة، كل قدر استطاعته، وما توفر له في محيطه من كراس وقارورات وعلب، رجم بها الجزائريون المرابطون الثابتون الجنود الإسرائيليين الذين حاولوا الاقتراب منهم مدججين بأسلحتهم وهم يلقون علينا القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي بعد أن أنزلت المروحيات مئات الجنود على سطح السفينة ،إلا أنهم ترددوا في الاقتراب من الوفد الجزائري لأكثر من ثلاث مرات في كر وفر، حيث قاوم كل الجزائريين من رجال ونساء الجنود الإسرائيليين، رافضين الاستسلام والنزول، فشتم الجزائريون الذين يتقنون الإنجليزية الجنود الذين أرعبتهم التكبيرات فتراجعوا لأكثر من مرة قبل أن يهجموا علينا دفعة واحدة ويقيدونا بطريقة دنيئة وينزلونا بالقوة، حيث كان الوفد الجزائري آخر الوفود التي نزلت من السفينة بعد مقاومة وثبات. احتجزونا 36 ساعة دون أكل ومنعونا من قضاء حاجاتنا 10 ساعات ووصف مقري ظروف الاعتقال والتحقيق بالاستفزازية المهينة، حيث احتجز الجيش الإسرائيلي جميع الوفود ومن ضمنها الوفد الجزائري لأكثر من 36 ساعة دون أكل أو حتى قطرة ماء، قائلا "بقينا 36 ساعة مقيدين بالأغلال وأسلحة الجنود الإسرائيليين موجهة نحونا دون أكل أو شراب أو حتى قطرة ماء، حتى ابني الذي يبلغ من العمر 23 سنة لم يسمحوا له بقضاء حاجاته البيولوجية لأكثر من 10 ساعات وعندما حاول الاحتجاج قادوه إلى زاوية بطريقة عنيفة دفعتني للاحتجاج بالإنجليزية وأن أوضح لهم أنه يريد قضاء حاجاته لا غير، فردوا علي بعنف وشدوا وثاقي أكثر ليقتادوني أنا الآخر لمكان معزول، حيث بقيت وابني محتجزين معزولين عن الآخرين لساعات". "الموساد" رفض الإفراج عني والأتراك رفضوا الخروج من دوني وخضع رئيس الوفد الجزائري لأكثر من 4 مرات للتحقيق سواء في خيام الاعتقال بميناء أسدود أو في بئر السبع من قبل محققين حاولوا استعمال مختلف وسائل التعنيف النفسي من شتم وسب واستفزاز واتهامات مفبركة وترويع بالضرب المبرح والتهديد، حيث حاولوا معرفة انتماءاته وتوجهاته السياسية وعلاقته بحركة حماس الفلسطينية وأسباب مشاركته في الأسطول وكيفية الاتصال والتنسيق والتحضير للمبادرة، متهمين إياه بالتواطؤ مع منظمة إرهابية واختراقه لمنطقة محظورة وكذا مصادر تمويل السفينة الجزائرية ومن هي الجهات التي رعتها وأهداف الوفد الجزائري في غزة، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلي رفض إطلاق سراحه مع أعضاء الوفد الجزائري وباقي الوفود التي أطلق سراحها ليلة أول أمس، إلا أن اعتصام أعضاء الوفد التركي والجزائري بالمعتقل ورفضهم الخروج دون "عبد الرزاق مقري" رئيس الوفد الجزائري دفع بقيادة الجيش الإسرائيلي لإطلاق سراحه فجر أمس، حيث أكد مقري أن الجزائريين رفضوا التوقيع على تعهدات ووثائق قدمها لهم الصهاينة لعدم العودة إلى المنطقة، مؤكدين ثباتهم وصبرهم وصمودهم أثناء الاعتداء ومواجهة النيران وأثناء الحجز بتحدي الاعتقال في سجون بني صهيون.