وجهت منظمة "التعاون الأوروبي في العلوم والتكنولوجيا" دعوة رسمية إلى الدكتور الباحث المسرحي الجزائري أحسن تليلاني بغرض الانضمام إلى فريق من الباحثين الجامعيين من مختلف الجامعات الأوروبية برئاسة البروفيسور والأستاذة بجامعة نابولي، مونيكا ريوكو، سيشتغل على مشروع يمتد لأربع سنوات حول "المسرح العربي الأوربي". وقال أحسن تليلاني في تصريح ل"الشروق" إنّ مشاركته ستتكون بالاشتغال على بحث علمي بعنوان "المسرح العربي الأوروبي" وهو الموضوع الذي كانت له فيه مساهمات قبلية من خلال ترجمته كتاب "مختارات من المسرح الجزائري الجديد" عبارة عن عمل ضخم ترجمه من الفرنسية إلى العربية. وأضاف تليلاني أنّ الكتاب يقع في نحو 600 صفحة يضم 10 مسرحيات لكتاب جزائريين يعيشون في أوروبا ويكتبون باللغة الفرنسية، بالإضافة إلى جهوده المعروفة في مجال الدراسات المسرحية حول المسرح العربي والجزائري المهاجر. وأشار المتحدث إلى أنّه "من الواضح أنّ الجامعات الأوروبية تريد من خلال البحث في موضوع المسرح الأوروبي العربي معالجة إشكالية كبيرة تضم مجموعة من الأسئلة التي تصب في تحليل مسألة التأثير والتأثر بين المسرحين العربي والأوروبي وقضية مسرح التثاقف والمثاقفة وتفكيك أسئلة الهوية والخصائص المشتركة والمختلفة وكذا الإنتاجات المسرحية نصوصا وعروضا وواقع الفضاءات المسرحية المخصصة للمسرح العربي في أوروبا، فضلا عن دراسة القضايا المضمونية والفنية للمسرح الأوروبي العربي... وغيرها". ولفت إلى أنّ المشروع العلمي والبحثي مهم جدا ويمتد لأربع سنوات، حيث يشرع فيه يوم 1 سبتمبر 2018 ويستمر إلى 31 أوت 2022. وعن مشاركته أيضا أوضح أنّها ستكون قيّمة جدا بالنظر إلى احتكاكه الكبير بأوروبا وزياراته المتكررة إلى الجامعات الألمانية والفرنسية ودرايته الواسعة بالإبداع المسرحي العربي في أوروبا خاصة وأنه قد سبق له ترجمة كتاب "مختارات من المسرح الجزائري الجديد" من الفرنسية إلى العربية. وفي السياق، تساءل تليلاني: لماذا تبادر الجامعات الأوروبية إلى دراسة مثل هذا الموضوع المهم جدا جزائريا وعربيا في حين لا تلتفت الجامعات الجزائرية إليه؟ وعلّق: "وهي الأَولى بدراسته وتحليله على اعتبار أنه يتعلق بمنتج فني وثقافي لأبناء أمتنا من الذين فرضت عليهم الهجرة والبعد عن الوطن ومع ذلك يرفعون سمعة ثقافتنا عاليا في أوروبا مثلما فعل المسرحي الجزائري القدير عبد القادر فراح الذي صنع مجد المسرح الملكي الإنجليزي خاصة في مجال السينوغرافيا والمسرحي العراقي المرحوم قاسم مطرود الذي برع في ما يسمى بمسرح العبث واللامعقول وغيرهما كثير". وحسب وثيقة من المشروع تملك "الشروق"' نسخة منها، فإنّ فكرته هي بناء شبكة من الأكاديميين والباحثين في المسرح والفنانين والمشغلين الثقافيين من الدول الأوروبية والعربية من أجل التحقيق في وجود مسرح أوروبي عربي ولد في أوروبا، ويتطور حاليا من خلال عمل أوروبي والفنانين من الأصول العربية، فضلا عن خلق شبكة تشغيلية بين شركات المسرح والمهرجانات والمسارح والهيئات الأكاديمية والمؤسسات الأوروبية التي تعزز حصة الكفاءات وتداول المسرح الأوروبي العربي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.