أبى التلميذان أيمن وأيوب بن يونس، إلا أن يزورا مكتب "الشروق اليومي" بقسنطينة، قاطعين عطلة الأحلام في الفندق الفاخر بسكيكدة، لأجل تقديم الشكر لمؤسسة "الشروق" التي أسهمت في تحقيق حلمهما وحلم والدهما جلول في مشاهدة البحر لأول مرة في حياتهما، والتمتع بزرقته واللعب في أمواجه، قاطعين ألف كيلومتر، ما بين بلدية الضاية في ولاية غرداية ومدينة سكيكدة، وقد سألتهما "الشروق اليومي" عن إحساسهما الطفولي الغريب فأجابا ببراءة. "الشروق": كيف كنتما تتصوّران البحر؟ أيمن: كنت أشاهده في التلفزيون فقط، وكلما سألت والدي عن موعد التمتع بأمواجه، كان يقول لي عندما تكبر ستذهب إلى البحر مع أبنائك، وكنت أنتظر عودة بعض الرفاق الذين يزورون جيجل وبجاية، ليرووا لي أيامهم بين أمواج البحر، ولم أكن أصدق بأنه مالح المذاق، إلى أن أحضر لي خالي في صيف 2013 دلوا من ماء البحر، حيث تأكدت من مذاقه المالح. أيوب: أنا أيضا كنت أشاهده في التلفزيون فقط، وصراحة أحسست باليأس من أن يلمس جسدي البحر نهائيا.
"الشروق": وما إحساسكما الآن بعد أن تحقق الحلم؟ أيمن: لقد بكيت كثيرا من شدة الفرح، تمنيت لو أن أمي كانت معي، وكل إخوتي وأصدقائي، بل تمنيت لو آخذ البحر معي إلى منطقتنا المحرومة في قلب الصحراء. أيوب: شعور غريب لا يمكنني وصفه، لن تصدقوني، من شدة فرحتي شربت من ماء البحر، أحسست بأن بعض الناس يحيون على الأرض وآخرون.. لا.
"الشروق": وكيف كان شعوركما وأنتما بين أحضان أمواج البحر؟ أيمن: أمسكت بيد مدير فندق روايل توليب، الذي استضافنا لمدة ثلاثة أيام ولامست قدماي البحر، تمنيت ألا أخرج منه، كنت عندما أشاهد في التلفزيون الأطفال في "الجات سكي"، أعتبرهم في الجنة، والآن عشت هذه اللحظة الجميلة. أيوب: أما أنا فقد لعبت برمال البحر، فهي مختلفة تماما عن رمال الصحراء الخفيفة، في الصحراء المكان قاحل مع الرمال، وفي الشمال مع الرمال يوجد البحر والأسماك والسفن، أما عن ركوبي "الجات سكي" فأنا لا أصدق إلى حد الآن ما حدث معي.
"الشروق": ستعودان إلى أمكما وإلى قريتكما في قلب الصحراء؟ أيمن: سأحكي لأمي بالتفصيل مغامرتنا في البحر، سأحكي لها عن جمال ورقلة وجسور قسنطينة وعن بحر سكيكدة. أيوب: كنت عاشقا لرونالدو والفريق الوطني، والآن سأضيف إليهما البحر.
"الشروق": وماذا بعد البحر؟ أيمن وأيوب: الشكر لكل من أسهم في تحقيق حلمنا وحلم والدنا، الباحث الدكتور تقي الدين حتحوت وفندق روايل توليب ومؤسسة "الشروق"، ونعدكم بأن نحسّن من معدلاتنا ولن تنزل في الموسم القادم، بحول الله عن 14 من عشرين، لأجل أن نعود إلى البحر، ونحن في مستوى ثقة الذين حققوا لنا أمنيتنا.