أكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الخميس، أنه إن توفر نص سيناريو متميز ومحترف عن الشاعر مفدي زكرياء، فسيتم دراسته وتمكينه بوسائل الإنجاز، لإنتاج فيلم روائي طويل عنه، وجاء هذا على هامش الاحتفال بالذكرى الأربعين لوفاة شاعر الثورة التحريرية، واليوم الوطني للشعر بولاية غرداية. أوضح ميهوبي أن مفدي زكرياء يستحق هذا التكريم والتوثيق السينمائي، بالرغم من أنه أنجز حوله فيلم وثائقي طويل، يتناول مساره النضالي، كواحد من رموز النضال في الثورة التحريرية، وصاحب النشيد الخالد "قسما"، معتبرا إياه "الصوت الأكثر رسوخا في وجدان الشعب الجزائري، الذي شغل النفوس، وأثرى هويتنا الجزائرية". وتساءل وزير الثقافة قائلا: "هل قدّر شباب الجيل الجديد هذا الشاعر حق قدره؟"، ومن أجل ذلك، ووفاء لمثل هذه الرموز، حتى تبقى حية خالدة، كشف السيد ميهوبي أنه يسعى بالتنسيق مع القطاعات والهيئات الشريكة، لا سيما فعاليات المجتمع المدني الناشطة في هذا المجال لتأسيس نمط ثقافي جديد، "متزن وفعال، هادئ وهادف" على حد قوله، لتمكين شباب اليوم من التواصل الروحي والمعرفي والثقافي مع الرموز الوطنية. وعن المناسبة التي نظمتها مؤسسة مفدي زكرياء بعاصمة وادي مزاب، ثمن الوزير المبادرة، مؤكدا أن أربعين سنة كاملة عن وفاة الشاعر مفدي زكرياء مرت، لكنه لم يمت، بل هو حي بيننا، مضيفا أنه "كلما مر الزمن صرنا أقرب إليه أكثر من أي وقت مضى، فإن فارقت روح مفدي جسده، فلكي تسكن أجسادنا، وإن توقف صوته لأنه صار صوتنا جميعا، وإن توقف عن كتابة الشعر، فكم من شاعر جزائري صار مفدي". وأشار عز الدين ميهوبي إلى أنه كلما أتيحت له فرصة لزيارة بلد عربي، إلا وذكر له اسم مفدي زكرياء، على غرار تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية بتونس، مؤكدا أنه لم يعد مفدي ملكا للجزائر فحسب، بل هو ملك للمغرب الكبير، لما وهب حياته وروحه خدمة للقضية الوطنية، وقدم للعالم مثالا ناجحا عن تحدي هذا الشعب، وإصراره على المقاومة بشتى أنواعها. يذكر أن وزير الثقافة بمعية الوفد المرافق له والسلطات الولائية قاموا بقراءة فاتحة الكتاب على ضريح الشاعر مفدي زكرياء، ثم زاروا مكتبته بمسقط رأسه ومرقده قصر بني يزقن بغرداية. ومن جهته، أوضح الأمين العام لمؤسسة مفدي زكرياء السيد جابر باعمارة أن الاحتفالات المخلدة للذكرى الأربعين لوفاة شاعر الثورة، ستستمر إلى غاية شهر فيفري من السنة المقبلة 2018.