امتحن المترشحون لشهادة البكالوريا أمس في مادتي اللغة العربية والإنجليزية، ورغم قيام مسؤولي مراكز الإجراء بتوزيع السكريات والتمر على جميع المترشحين في أغلب مراكز الإمتحان، لتنشيط تفكيرهم، إلا أن العديد من المترشحين الذين تحدثت إليهم "الشروق" بعدد من مراكز الإجراء بالعاصمة، أكدوا بأنهم تناولوا أدوية منبهة ومنشطات دماغية اقتنوها من عند الصيدليات بدون وصفة طبية لتنشيط خلاياهم الدماغية والتمكن من استحضار المعلومات والتركيز أثناء الإمتحان، ومن بين المنشطات التي تمت معاينتها لدى التلاميذ المنشط "ميموار" الذي يباع لدى الصيدليات . وبدا التوتر والقلق شديدين على معظم المترشحين للبكالوريا بمراكز الإمتحان التي زارتها "الشروق" في اليوم الأول من إمتحان البكالوريا مما يفقد التلاميذ التركيز والثقة بالنفس، وذلك بسبب الضغط النفسي الذي يتعرضون له من طرف الأولياء. وعن حالتهم النفسية، أكد بعض التلاميذ أنهم أصيبوا باضطراب النوم ليلة الإمتحان، والكوابيس، والانفعالات، والرجفان أثناء الإمتحان، وتصبب العرق، والمغص، والإسهال أو الإمساك، وتزايد ضربات القلب، وكل ذلك بسبب الأهل الذين يضغطون على أبنائهم من أجل النجاح أو التفوق . من جهة اخرى، أكد وزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد أن أولى المعطيات الخاصة بانطلاق امتحان شهادة البكالوريا لسنة 2010 تشير إلى أن مجريات الاختبار الأول تتم في ظروف " جد طبيعية " . وأوضح بن بوزيد الذي كان مرفوقا بوالي الجزائر محمد لكبير عدو أثناء تفقده لمراكز إجراء امتحان البكالوريا بثانوية فرانس فانون بباب الوادي ومتقنة دالي إبراهيم ومتوسطة عبد المجيد مزيان بحي زرهوني "حي الموز" بالمحمدية بالجزائر العاصمة أن أولى الاختبارات في جميع الشعب "انطلقت بصفة طبيعية"، وأن كل الإمكانات المادية والبشرية "تم توفيرها"، مضيفا أن الجهات المعنية "وفرت أيضا كل الظروف الأمنية الضرورية عند إجراء مثل هذا الامتحان الوطني الهام والمصيري". وشدد الوزير قائلا ان "الوزارة عليها إنجاح البكالوريا من الجانبين التنظيمي والأمني، ويبقى على التلاميذ كسب رهان تحقيق نتائج مرضية من خلال العمل والنجاح"، ووصف بن بوزيد هذا الامتحان ب"المصيري" و"الهام جدا" في حياة كل تلميذ، مشيرا إلى أن الدولة "وفرت كل الإمكانات المادية والتنظيمية لإنجاحه " . كما ذكّر الوزير بهذه المناسبة ب"إلاجراءات الخاصة الموفرة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة سيما ما تعلق منها بطباعة أوراق الإمتحانات عن طريق "البراي"، العملية التي مست هذا العام 85 بالمائة من المترشحين المعوقين"، وأكد أن هذه التقنية سوف تغطي 100 بالمائة من المترشحين من ذوي الاحتياجات الخاصة خلال امتحانات شهادة البكالوريا لسنة 2011 . وفي رده على سؤال حول محتوى مواضيع الاختبارات، أكد بن بوزيد أنها " لم تخرج أبدا عما تناوله التلاميذ من دروس مقررة حتى 25 ماي عبر كل المؤسسات الثانوية للوطن وفق ما تعهدت به الوزارة " . واعترف الوزير بأن دفعة هذه السنة "جيدة جدا"، لأنها نتاج الإصلاحات المطبقة على المنظومة التربوية، معربا في نفس الوقت عن أمله في أن يسجل امتحان بكالوريا 2010 "نتائج جيدة" على غرار السنوات الماضية وذلك دون اللجوء إلى الإنقاذ. وقال بن بوزيد بأن التصحيحات الأولية لامتحاني شهادة التعليم المتوسط والإبتدائي "أن نسب النجاح ستكون أحسن من السنة الماضية" كما اكد أن الدخول المدرسي القادم 2010 - 2011 سيكون في غالب الظن ما بعد عطلة عيد الفطر، لضمان التحاق كل التلاميذ على المستوى الوطني بالمدارس في يوم واحد، حتى لا يتكرر ما وقع خلال الدخول المدرسي للسنة الماضية، وقال أن موعد الدخول سيضبط قبل 5 جويلية القادم من قبل المختصين والبيداغوجيين الذي يعملون في هذا المنحى . التعليم التحضيري " ليس إجباريا " والتعميم سيتم تدريجيا وفي رده على أسئلة أولياء التلاميذ على هامش تفقده لمركز إجراء امتحان البكالوريا، أكد بن بوزيد بأن التعليم التحضيري "ليس إجباريا" في الوقت الحاضر بالرغم من كونه نابعا من هيكلة منظومة التربية، مضيفا أن البرنامج الخاص بهذه المرحلة التعليمية يهدف إلى تعميم تمدرس الأطفال في الأقسام التحضيرية ليصبح تدريجيا إجباريا في حال توفر إمكانات الاستقبال داخل المؤسسات التربوية. ودعا مديري المؤسسات التربوية إلى عدم رفض تسجيل الأطفال الذين بلغوا سن الخامسة في الأقسام التحضيرية شرط أن يكون ذلك "في إطار المعقول"، أي وفق ما يستوعبه القسم بيداغوجيا .