تجتمع وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، الأحد، مع مديري التربية لمختلف ولايات الوطن، تمهيدا للدخول المدرسي المقرر في 6 سبتمبر المقبل، وسيناقش المجتمعون آخر التحضيرات للدخول المدرسي 2017-2018، خاصة التقنية منها. في وقت يطرح فيه الشركاء الاجتماعيون سلسلة مشاكل قد تؤرق الدخول المدرسي وتعيقه، منها مشاكل جديدة وأخرى قديمة لم تُحل إلى اليوم. وفي هذا الصدد، أكد المكلف بالتنظيم بالنقابة الوطنية لعمال التربية "الأسانتيو" قويدر يحياوي، في اتصال مع "الشروق"، أن الاجتماع الذي تعقده وزيرة القطاع مع مديري التربية، لا يعدو أن يكون اجتماعا تحضيريا تقنيا للدخول المقبل، في وقت تطالب فيه النقابات بالنظر و"بكل جدية" في المشاكل الحقيقية للقطاع. وعلى رأس قائمة المشاكل العالقة، ملفات التقاعد خاصة التقاعد النسبي ودون شرط السن، المودعة منذ شهر أكتوبر 2016، التي يؤكد يحياوي أنها أعدّت ضمن القانون القديم، ولم تنقل بعد إلى صناديق التقاعد، وحسبه "آلاف الملفات مكدسة عبر 13 ولاية، فمثلا يوجد 2000 ملف عالق بولاية بجاية، و700 بالجلفة و800 بالمسيلة... وهذه الملفات مصيرها مجهول، بسبب رفض صندوق التقاعد التأشير عليها، بعد صدور قانون التقاعد الجديد". ويتحمل المسؤولية، حسب الناطق باسم "الأسانتيو" مديريات التربية التي لم ترفع الملفات، حارمة الموظفين من التقاعد. ثاني إشكال سيؤرق الدخول المدرسي المقبل، هو قضية الاكتظاظ، وحسب يحياوي "الحكومة تنادي بالتقشف، ما انعكس سلبا على تشييد مدارس جديدة وتهيئة القديمة"، والأمر سيؤثر سلبا على الأقسام، في ظل أعداد التلاميذ الراسبين من مختلف الأطوار، ففي شهادة البكالوريا فقط رسب 44 بالمائة من المترشحين، مصيرهم الإعادة أو الطرد. كما أن ما وصفه يحياوي ب"سوء تقدير" الوصاية للمناصب الشاغرة وغياب دراسة استشرافية فيما يخص مسابقات التوظيف، فالمناصب المفتوحة خلال المسابقات، أقل بكثير من الاحتياج الحقيقي، ما يجعل الوزارة تلجأ دائما وبعد أسابيع من الدخول المدرسي، إلى تغطية العجز بالقوائم الاحتياطية أو اللّجوء إلى آلية التعاقد في الاختصاصات غير الموجودة في القوائم الاحتياطية. كما انتقدت "الأسانتيو" الارتجال في قرارات تدشين بعض المؤسسات التربوية مع الدخول المدرسي، في وقت لم تنته الأشغال بها، وتسجيل نقص في تجهيزها. أما الإشكال المتجدد كل سنة، فمتعلق بتوقيت الدخول المدرسي، فلطالما ندّد الشركاء الاجتماعيون بتاريخ بداية شهر سبتمبر، نظرا إلى تزامن الفترة مع حرارة مرتفعة في الصّحراء، وهو ما يجعل مدارس الجنوب شبه فارغة من تلاميذها في الأيام الأولى للدخول المدرسي، خاصة بالطور الابتدائي. فيما يبقى موضوع تعديل القانون الخاص يراوح مكانه منذ سنتين، فلم تفرج اللجنة التابعة للوزارة التي تناقشه عن النتائج النهائية. ويضاف إلى ذلك ما تعانيه المدارس من عنف مدرسي، وآفات اجتماعية.