وضع مؤسف وواقع أليم تعيشه اليوم أغلب المؤسسات التربوية التي تعطلت بها العودة المدرسية بسبب الشغور الذي يعرفه قطاع التربية وعدم التعامل معه من طرف وزارة التربية ممثلة في مديريات التربية من أول يوم بطريقة تسهل من تمدرس التلاميذ، ما يؤكد فشل سياسة وزارة التربية في هذا الجانب الحساس المتعلق بتسيير الموارد البشرية. وانتقدت النقابة الوطنية لعمال التربية والتكوين أسانتيو سياسة وزارة التربية التي كانت وراء عدم انطلاق الدراسة عبر العديد من المؤسسات التربوية رغم مرور ثلاث أسابيع على الدخول المدرسي، مشيرة إلى الاختلالات الدارية التي كانت سببا وراء امتناع المدرسين عن الالتحاق بمناصبهم خاصة الأساتذة الجدد والمستخلفين. وأشارت النقابة في تقرير لها تلقت السياسي نسخة منه، إلى أن شغور العديد من المناصب في مختلف المواد، وعلى مستوى الأطوار الثلاثة، جعل الدراسة تبقى مؤجلة، موضحة أن عدم ضبط الرزنامة فيما يتعلق بدخول وخروج التلاميذ في ضل بعض المناصب الشاغرة كانت السبب وراء تعطل الدروس في العديد منالمدارس، إلى جانب الاختلالات الإدارية التي كانت سببا في امتناع المدرسين عن الالتحاق بمناصبهم وبالخصوص الأساتذة الجدد وكذا المستخلفين الذين يرفضون الالتحاق بمناصب العمل في المناطق النائية والبعيدة وبالخصوص في الولايات الداخلية والجنوبية بسبب بعد المسافة وعدم التسوية المالية للكثير منهم إلا بعد مرور سنوات عن عملهم. وأرجعت ذات النقابة، أسباب فشل الوزارة في تسيير الموارد البشرية إلى غياب سياسة التخطيط بين مديرية التخطيط ومديرية تسيير الموارد البشرية من جهة ومديريات التربية من جهة أخرى بسبب عدم قدرتها على تحديد التقديرات الخاصة بالشغور للموسم القادم بناء على جملة من الأمور والمقاييس أهمها عدد المتقاعدين المحالين على التقاعد المرتقب وعدد المؤسسات الجديدة المفتوحة وعدد التلاميذ الذين يسجلون لأول مرةقبل إجراء أي عملية توظيف في إطار المسابقة الخارجية للأساتذة من أجل تحديد عدد المناصب الفعلي الذي يحتاجه قطاع التربية خلال الموسوم الدراسي، مضيفة أن عدم التنسيق بين مديريات التربية والوزارة يرجع إلىالتقارير المغلوطة المرسلة من طرفهم لوزارة التربية، فيما حملت الوزارة مسؤولية فشلها في الإعداد الجيد لبداية سنة دراسية موفقة. مدارس ابتدائية لم تفتح مطاعمها بعد وأشار تقرير النقابة إلى المدارس الابتدائية التي لم تفتح مطاعمها بعد وأخرى تعاني من شغور كبير في عدد معلميها، مضيفة أن الحال ذاته ينطبق على المدارس في التعليم المتوسط والثانويات،دون الحديث عن تردي البنية التحتية لعديد المؤسسات التربوية خاصة في المناطق الداخلية والنقص الفادح في تجهيزاتها وانعدام أبسط ضروريات العودة المدرسية التي لم تعمل وزارة التربية إلى حد الآن على معالجتها رغم صيحة الفزع التي أطلقها الأولياء والنقابات قبل وأثناء الدخول المدرسيخوفا على مستقبل أبنائهم.وأضافت الأسانتيو، أن عدم البحث عن حلول جذرية يكشف مدى عجز وزارة التربية عن حلحلة مشاكل مؤسساتها وفشلها الذريع في تسيير دواليب أهم قطاع وأكثره حساسية، مضيفة أن الوزارة اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بفتح حوار شامل مع مختلف الهياكل المعنية بالشأن التربوي لمعالجة كل القضايا العالقة وتجاوز الخلافات القائمة التي أضرت بالتلميذ بالدرجة الأولى والمدرسة العمومية بالدرجة الثانية قبل فوات الأوان وتفاديا لتوتر المناخ الاجتماعي والتربوي.