سيلتحق تلاميذ كل الأطوار التعليمية رسميا بالمدارس يوم 7 سبتمبر المقبل عبر كل مناطق الوطن، على أن يلتحق الأساتذة والمعلمون قبلهم بخمسة أيام في إطار الدخول المدرسي لسنة 2014 / 2015، الذي ترتقب الأسرة التربوية أن يكون مختلفا هذه السنة بسبب بعض المشاكل التي يعيشها القطاع، والسياسة الجديدة التي ترغب وزيرة التربية، التي ستشرف على أول دخول مدرسي منذ تسلمها حقيبة وزارة التربية، في تطبيقها لإصلاح المدرسة الجزائرية وإعادة الاعتبار لها. وبالرغم من النية التي أبدتها وزيرة التربية، السيدة نورية بن غبريط، لمعالجة النقائص التي يعرفها القطاع ومحاولة إيجاد حل للمشاكل التي يتخبط فيها، فالدخول المدرسي المقبل سيعرف حسبما تؤكده نقابات القطاع وجمعيات أولياء التلاميذ مشكل اكتظاظ الأقسام النهائية الذي يعود هذه السنة لالتحاق كوكبتين من التلاميذ بأقسام السنة ثالثة ثانوي من التلاميذ الذين درسوا ست سنوات والذين درسوا خمس سنوات بالابتدائي. وهو الاكتظاظ الذي سيعرف حدة بسبب ارتفاع عدد التلاميذ الراسبين في البكالوريا الذين يعيدون السنة مقارنة بالسنة الماضية، حيث عرفت نسبة النجاح في البكالوريا هذه السنة انخفاضا مقارنة بدورة 2013.ويأمل المتتبعون لقطاع التربية أن لا يكون مشكل التأطير مطروحا خلال هذا الدخول خاصة بالنسبة للأساتذة حتى لا ينعكس سلبا على التلاميذ الذين يبقون بدون تأطير في بعض المواد، بعد أن تعهدت وزارة التربية مؤخرا بالتكفل بهذا المشكل ومواجهة العجز الذي كان يطرح في كل دخول مدرسي، خاصة في عدد أساتذة اللغات الأجنبية ببعض المناطق خاصة الجنوبية منها. علما أن الوزارة أعلنت مؤخرا عن فتح مناصب مالية لاستقبال 24 ألف موظف في الأطوار التعليمية الثلاثة أغلبهم أساتذة لمواجهة العجز في التأطير، واستخلاف الأساتذة الذين أحيلوا على التقاعد والذين قدر عددهم ب7 ألاف أستاذ. وقد شرعت مديريات التربية للولايات في تسليم الاستدعاءات للناجحين في مسابقات التوظيف المعلن عنها مؤخرا للالتحاق برتبة أستاذ لجميع الأطوار التعليمية، مقابل استكمال ملفاتهم كشرط أساسي للخضوع للتكوين التحضيري البيداغوجي الذي سينطلق في ال16 أوت الجاري ويختتم في ال28 من الشهر. ويهدف هذا التكوين إلى تجديد التكوين وتحسين الممارسات البيداغوجية داخل القسم، وفي مختلف الفضاءات البيداغوجية والتربوية، في الوقت الذي اتخذت فيه وزيرة التربية الوطنية، جملة من الإجراءات والتدابير الجديدة لمعالجة النقائص المسجلة على مستوى التكوين المهني لفائدة الأساتذة الجدد بجعله إجباريا، حيث لا يحق لأي أحد التغيّب خلال هذه الفترة وإلا يعد نجاحه ملغى ويعوض بمن هم في القائمة الاحتياطية. ويتخوف أولياء التلاميذ من تسجيل إضرابات واحتجاجات خلال الدخول المدرسي القادم، بسبب المشاكل العالقة المطروحة في القطاع في فترة الوزير السابق، والتي لم تجد بعد طريقها للتسوية خاصة ما تعلق بقضية المعلمين الأيلين للزوال، وغيرها من مطالب النقابات. وتعلق أطراف أخرى من المهتمين بشؤون المدرسة الجزائرية آمالا كبيرة على الوعود التي تقدمت بها وزارة التربية الوطنية، التي تعهدت بإعادة النظر في نظام الامتحانات خاصة ما تعلق بامتحان البكالوريا الذي فقد قيمته منذ انتهاج "مودة" العتبة، وتحديد الدروس التي يمتحن فيها التلاميذ في السنوات الأخيرة بسبب الإضرابات المتتالية التي يعرفها القطاع، والتي لا تمكن من إنهاء البرامج الدراسية في كل مرة. غير أن تفادي العتبة والتمكن من استرجاع قيمة امتحان البكالوريا يكمن في حل مشاكل القطاع عن طريق الحوار وتفادي اللجوء إلى الإضرابات التي تهدد مستقبل التلاميذ ومستقبل المدرسة على حد سواء. وفيما يخص رزنامة العطل المقررة للسنة الدراسية المقبلة، فقد أعلنت وزارة التربية أمس، عن أربع عطل، أولها عطلة الخريف التي ستكون من 30 أكتوبر إلى 05 نوفمبر 2014، وعطلة الشتاء من 18 ديسمبر 2014 إلى 04 جانفي 2015، أما عطلة الربيع فستكون من 19 مارس 2015 إلى 05 أفريل 2015، بالإضافة إلى عطلة الصيف المقررة بداية من 02 جويلية 2015.