نشرت صحيفة التايمز البريطانية، السبت، تقريراً تحدثت فيه عن "تغير جذري" في موقف بريطانيا وحليفاتها تجاه الحرب السورية بعد تخليهم عن مطلبهم الذي تمسكوا به لفترة طويلة بتخلي الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة بل وربما قبلوا بانتخابات يسمح له بالمشاركة فيها. وأشار التقرير إلى أن الحلفاء الغربيين أبلغوا زعماء المعارضة السورية خلال اجتماعهم أخيراً في الرياض أنه ليس أمامهم سوى قبول وجود الأسد في دمشق وبالتالي ليس هناك مجال للتمسك بضرورة تنحيه قبل خوض مفاوضات حول مستقبل سوريا. وكان بوريس جونسون وزير الخارجية البريطاني قد ألمح لهذا التغيير في لقاء مع برنامج توداي لراديو 4 حيث قال: "دأبنا على القول على ضرورة تنحيه كشرط مسبق ولكن نقول الآن إنه يجب أن يذهب في إطار مرحلة انتقالية ومن حقه أن يخوض غمار انتخابات ديمقراطية". التغير في الموقف من الأسد لم يقتصر على الغرب، حيث قالت الحكومة الأردنية، مساء الجمعة، إن العلاقات مع الدولة والنظام في سوريا "تتجه باتجاه إيجابي"، وعبرت عن أملها بأن يسهم الاستقرار في جنوبسوريا في إعادة فتح المعابر بين البلدين. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني للتلفزيون الرسمي الأردني: "نتحدث عن الاستقرار (جنوبسوريا) وعن علاقات تتجه باتجاه إيجابي بيننا وبين الدولة السورية والنظام في سوريا وهذه رسالة هامة للجميع لأن يلتقطها". من جانبه، دعا وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، المعارضة السورية إلى صياغة رؤية جديدة بشأن تسوية الأزمة في سوريا ومستقبل الأسد. ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مسؤول سعودي قوله، إن الجبير أبلغ المعارضة أنه حان الوقت لصوغ "رؤية جديدة"، وأضاف المسؤول، أن الجبير "لم يقل بصراحة إن بشار سيبقى، ولكن إذا ما قرأت بين السطور، عندما تقول إن ثمة حاجة إلى رؤية جديدة، فما هي المسألة الأشد إثارة للنزاع؟ إنها ما إذا كان بشار سيبقى". وكانت الهيئة العليا للمفاوضات عقدت، الثلاثاء الماضي، اجتماعاً في العاصمة السعودية مع كل من منصتي موسكو والقاهرة للبحث في موضوع تشكيل وفد موحد للقوى المعارضة إلى مفاوضات جنيف الخاصة بتسوية الأزمة السورية في سبتمبر.