اهتزت مدينة الحروش جنوبسكيكدة، عشية الاثنين، على وقع حادثة مروعة، راحت ضحيتها امرأة في ال 46 من عمرها، لفظت آخر أنفاسها، بين يدي راق "شرعي" معروف في البلدة، كان بصدد رقيتها من مسّ الجنّ كما يدعي. حسب مصدر محلي للشروق ، فإنّ الضحية التي تعاني منذ مدّة طويلة من اضطرابات مختلفة ومتعددة، وصفها الرقاة بعد أن عجز عنها الأطباء والنفسانيون، بكونها تعاني من حالة مسّ من الجنّ، كانت تخضع عشية الحادثة لجلسة رقية شرعية بمنزلها العائلي، من قبل راق على علاقة قرابة بعائلة زوجها، قبل أن تلفظ آخر أنفاسها خنقا بين يدي المعني، الذي كان مستغرقا في جلسة رقية شرعية مطوّلة مع الضحيّة، وكان الراقي المعني يدّعي أنّه بصدد خنق الجنّ الذي يسكن الضحية ويسبب لها الأذى، وفي غفلة منه لم ينتبه إلى أن المعنية تصارع الموت بين يديه، إذ كان يقوم تارة بوضع يده على رقبتها وأخرى على رأسها بينما كان يقرأ عليها آيات بيّنات من القرآن الكريم، من شأنها أن تساعده في ما يقول الرقاة بأنها عملية قتل أو حرق الجنّ. وقالت مصادر محلية وأخرى موثوقة للشروق، إنّ أفراد العائلة وأبناء الضحية انتبهوا بأنّ الضحية تتخبط بعد أن عجزت عن التنفس أمام مواصلته الضغط والدقّ على رقبتها، غير أنّه ردّ عليهم بكونه بصدد خنق وإحراق الجنّي وبأنها ستخرج سليمة بعد هلاك الجني، ولم يتوقف إلى أن أصبحت الضحية جثة هامدة، في مشهد مروّع ومفزع للغاية، اتهمّ فيه البعض من أهل الراقي، الجنيّ، بقتل السيدة، إذ تسبّب حسبهم الضغط المتواصل للراقي عليه من خلال التلاوة والقراءة المتواصلة للقرآن الكريم، في قيام الجنيّ بخنق الضحية، كما زعموا، وأعطى آخرون تفسيرات أخرى في انتظار معطيات جديدة في هذه القضية، التي باتت حديث العام والخاص بمدينة الحروش بجنوب ولاية سكيكدة، لكونها سابقة فريدة من نوعها. علما أن مصالح الأمن بدائرة الحروش، قد تدخلت لتوقيف الراقي، عقب إخطار من وكيل الجمهورية، في أعقاب تحويل جثة الضحية إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى المدينة، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الأمنية والقضائية بشأن هذه الحادثة المثيرة، التي خلفت مقتل سيّدة أمام ذهول وصدمة كبيرة بين أفراد عائلتها الذين كانوا يتابعون جلسة الرقية الشرعية للضحية.