فاجأت أمس قناة "الجزيرة" القطرية، المشاهدين الجزائريين بإجراء غير مفهوم، منعهم من متابعة مباراة المنتخب الوطني مع نظيره السلوفيني، عبر القنوات الرياضية المفتوحة، وأجبرتهم على متابعتها عبر المشفّرة، وهو ما كان مستحيلا في ظل ندرة البطاقات التي خضعت لعراقيل غير مبرّرة. * الغريب أن "إحترافية" قناة "الجزيرة" بثت مباريات لفرق إفريقية وأخرى، عبر قنواتها الرياضية المفتوحة، وهو ما لم يحصل مع مباراة الجزائر -سلوفينيا، لأسباب تبقى مجهولة ومبهمة وغير مبرّرة، طالما أن "الجزيرة" تعاملت مع مباريات المونديال بمنطق التمييز والمفاضلة والكيل بمكيالين. * وحتى إن إلتزمت "الجزيرة" بتنفيذ إتفاقها وتفاوضها مع التلفزيون الجزائري، على حصرية هذا الأخير في بث مباريات المنتخب الوطني، فإن القناة القطرية وقعت في التلاعب بالمتفرجين الجزائريين الذين وعدتهم "الجزيرة" ببث كل المقابلات لكنها لم تف! * ولأن الجزائر تحوّلت في نظر "الجزيرة" إلى سوق يجب الإستثمار فيه بكلّ الطرق وشتى الوسائل، سبق للإذاعة الجزائرية أن رفضت مقترحا لقناة "الجزيرة" يقضي بتسديد حقوق نقل "زائدة بكثير عن المعدل التجاري المعمول به عالميا"، زيادة على اعتماد التعليق الوحيد بصوت معلق القناة، وإعتبرت القناة الوطنية ان هذا المقترح "شبيه بعملية قرصنة" و"لا سابق له في مثل هذه المفاوضات في العالم". * وأكدت مصادر متطابقة أن المدير العام لمجموعة "الجزيرة"، أكد خبر البث غير المشفر لعدد من المباريات حسب إتفاقات تمت مع الإتحادية الدولية لكرة القدم وأبدى إستعداده للإصغاء لإقتراحات الطرف الجزائري، فهل "ضغط" التليفزيون هو سبب "مخادعة" المشاهدين، أم أن لقناة "الجزيرة" حسابات أخرى؟. * وفي ظل هذه التطورات ومحاولات ليّ الذراع، كان وزير الاتصال، ناصر مهل، دعا إلى ضرورة "الإمتثال إلى القواعد والممارسات التجارية المتداولة عالميا في هذا المجال"، مؤكدا أن الجزائر لن تخضع أبدا "لأيّ إبتزاز مهما كان"، ولن "ترضخ لأية مساومة من أي نوع كانت"، مضيفا أن "الكرامة الوطنية وسيادة مؤسساتها لا تناقش". * كما طلب التلفزيون الجزائري من مجموعة "الجزيرة الرياضية" القطرية، عدم بث مقابلات مونديال جنوب إفريقيا التي تم التنازل له عن حقوق بثها على قنواتها غير المشفرة حسب ما أعلنته مؤسسة التلفزة الوطنية، في بيان لها أول امس، مشيرا إلى أن التلفزيون الجزائري اقترح في مراسلة يوم السبت على المدير العام لمجموعة الجزيرة القطرية إختيار المقابلات التي تبثها على قنواتها غير المشفرة من بين المقابلات ال42 التي لم يتنازل عن حقوق بثها للتلفزيون الجزائري. * وأوضح نفس المصدر أن التلفزيون الجزائري يسعى من خلال هذا الإقتراح إلى "أخذ بعين الإعتبار مصالح كل الأطراف المعنية وحمايتها"، مشيرا إلى أن التلفزيون الجزائري الحائز على حقوق البث الأرضي لمجموعة 22 مقابلة بما فيها مقابلات المنتخب الوطني وبعد أن علم من خلال مقالات صحفية أن مجموعة الجزيرة الرياضية بصدد بث بعض مقابلات كأس العالم لكرة القدم على قنواتها غير المشفرة، "تحرّك مباشرة" بحيث طلب من المدير العام للمجموعة القطرية عن طريق مراسلة بتاريخ 5 جوان توضيحات بشأن هذا الخبر. * وأكد نفس المصدر أن "المراسلة بقيت دون رد، وفي 10 جوان قام التلفزيون * الجزائري مجددا بإخطار المدير العام للمجموعة القطرية لإطلاعها على رفضه لمثل هذا القرار الذي هو بمثابة فعل ينم عن ضغينة ومنافسة غير نزيهة موجه ضد مؤسسة تلفزة عمومية طالما تحلت بسلوك لا تعاب عليه ووفت بالتزاماتها التعاقدية ازاء مجموعة الجزيرة". * وكانت الإذاعة الجزائرية توصلت ليلة الخميس إلى الجمعة، إلى إتفاق تجاري مع قناة "الجزيرة الرياضية" القطرية يسمح بنقل مباريات الفريق الوطني * لكرة القدم في مونديال جنوب إفريقيا عبر مختلف القنوات الإذاعية الوطنية.