لاتزال إدارة قناة الجزيرة الرياضية تبرز قوات عضلاتها أمام المشاهد الجزائري وتستمر في تعنتها، وتحرمه من المتابعة الكاملة للمباريات التي تجمع منتخب بلاده ''الخضر'' أمام خصومهم في إطار كأس العالم 2010، الذي تحتضن فعالياته عاصمة جنوب إفريقية ''جوهانسبورغ'' بدءا من العاشر جوان الجاري. تعرف جل المقابلات التي تبثها قناة الجزيرة الرياضية انقطاعات متكررة ورداءة في الصورة والصوت لمدة تصل في غالب الأحيان إلى نصف ساعة من الزمن، وذلك منذ انطلاق أول مباراة جمعت منتخب جنوب إفريقيا ممثل البلد الذي يحتضن حاليا فعاليات مونديال 2010 ضد المنتخب المكسيكي، الأمر الذي أوحى للجماهير الجزائرية الواسعة التي اقتنت بطاقات الجزيرة الرياضية، أن الوضع سيستمر على حاله طيلة مباريات العرس الكروي العالمي، وهذا في إطار تعودهم على ''الزكارة'' التي تمارسها واحدة من أكبر وأشهر القنوات الرياضية العربية في حق المشاهد الجزائري. وبعد التوقف عن التشويش على مباريات المنتخب الأخرى، فإن حمى التشويش طالت أول مباراة جمعت محاربي الصحراء ضد المنتخب السلوفيني في إطار مونديال 2010، حيث عرفت المقابلة في بدايتها انقطاعات في الصورة والصوت حالت دون تمكن المتتبع لها من استيعاب ما يدور في أرضية الميدان، لكن المفاجأة الكبرى التي آثارت سخطا واسعا وسط مشاهدي المباراة، هو الإنقطاع في بث المباراة على مدار النصف ساعة الأخيرة من الشوط الثاني.وتحدث مثل هذه الأمور غير المرغوب فيها لأسباب تجهلها إلى حد الساعة الجماهير الجزائرية الواسعة، التي اقتنت بطاقات تراوحت قيمتها بين 8 آلاف و13 ألف دينار خصيصا لمتابعة أطوار مباريات المونديال، حيث تعامل المشاهد الجزائري مع إدارة القناة في الإطار العادي والقانوني، والأكثر من ذلك قد ساهم في رفع حجم أرباحها في سوق شمال القارة الإفريقية والسوق العربية بوجه عام والسوق الجزائرية بوجه أخص، نظير مشاركة منتخب بلاده في هذا العرس الكروي العالمي الذي تمتلك القناة المزعومة حقوقا حصرية لبثه على باقتها التلفزيونية، وحققت من خلال ذلك عائدات خيالية من وراء بيع حقوق بث المباريات لشعوب العالم. إدارة الجزيرة الرياضية بأساليبها هذه غير المبررة التي تمارسها في تعاملها مع المشاهد الجزائري، لا يمكن أن ترقى إلى مستوى لعب ''لعبة قذرة'' لا تليق بمستوى قناة ذات شهرة عالمية، إنها أساليب تشجع المشاهد الجزائري على مقاطعتها وبشكل نهائي والإستغناء عن خدماتها. فإذا كانت إدارة القناة تدّعي الإحترافية الرياضية والسيطرة الكلية في سوق الإعلام السمعي البصري العربية وبنسبة أقل في السوق العالمية، فلماذا تلعب لعبة قذرة مع المشاهد الجزائري وتقوم بقطع بث مباريات منتخب بلاده، وتحمِّل المسؤولية في ذلك إلى ''القمر الصناعي نايل سات''، ولنفترض أن هذا الأخير هو المسؤول عن ذلك، فلماذا مباريات المنتخبات الأخرى لا يمسها أي خلل سواء من حيث الإنقطاع أو من حيث الرداءة في الصورة والصوت؟ مدير قناة الجزيرة الرياضية: ''أنا لا أسمعكم..الرجاء معاودة الإتصال لكن دون جدوى'' حاولت ''النهار'' الإتصال مرارا وتكرار بمدير قناة الجزيرة الرياضية، ناصر خليفي، لمعرفة الأسباب الرئيسة التي كانت وراء الإنقطاعات التي عرفتها المباراة التي جمعت أمس المنتخب الجزائري بنظيره السلوفيني، غير أنه أكد في بادئ الأمر وجود رداءة في السمع لاستفسارات ''النهار'' وطالبنا بمعاودة الإتصال لكن دون جدوى! التلفزيون الجزائري يتفق مع الجزيرة الرياضية على حصرية بث مقابلات الخضر توصل مسؤولو التلفزيون الجزائري مع مسؤولي مجموعة الجزيرة الرياضية، بخصوص بث مباريات المنتخب الجزائري على قنواتها غير المشفرة، إلى اتفاق مبدئي ويتمثل في منع بث مباريات الخضر على القنوات غير المشفرة وتبث حصريا على القناة الأرضية الجزائرية، ففي بيان للتلفزيون الجزائري أصدره أمس أكد أن الإتفاق بين اليتيمة وباقة الجزيرة الرياضية القطرية الذين توصلوا إليه، ينص على عدم السماح بالقنوات القطرية التابعة لهذه الباقة بث مواجهات المنتخب الجزائري في المونديال الأسمر، وتبث فقط على القنوات المشفرة مثلما حدث أمس في مباراته أمام المنتخب السلوفيني التي بثت فقط على القناة المشفرة''+10'' والأرضية الجزائرية، وكان التلفزيون الجزائري قد طلب من المجموعة القطرية اختيار المقابلات التي تبثها على قنواتها غير المشفرة، من بين المقابلات ال42 التي لم يتنازل عن حقوق بثها للتلفزيون الجزائري. أما بالنسبة إلى التلفزيون الجزائري فإن هذا الإقتراح يسعى إلى الأخذ بعين الإعتبار مصالح كل الأطراف المعنية وحمايتها.