بعثت تصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى، بخصوص اعتزام الحكومة العودة إلى استغلال الغاز الصخري، الجدل بين أحزاب المعارضة والموالاة، هذه الأخيرة التي اعتبرته تشجيعا للاستثمار وترقية للمداخيل الوطنية في مجال الطاقة، بينما ترى فيه المعارضة ذلك الحل السهل وغير المدروس للخروج من الأزمة الاقتصادية من دون مراعاة حجم الرفض الشعبي والسياسي له. وصف رئيس الكتلة البرلمانية للتجمع الوطني الديمقراطي، بلعباس بلعباس، أحزاب المعارضة المنتقدة لتصريحات الوزير الأول أحمد أويحيى، بشأن إعادة بعث التنقيب عن الغاز الصخري، بمحاولة تسييس الملف من خلال تنصيب نفسها حامية للشعب، قائلا: "الولاياتالمتحدةالأمريكية، قوة اقتصادية عالمية وتستغل الغاز الصخري من دون مزيدات"، مضيفا ل"الشروق" أن تصريحات الوزير الأول هي مجرد اقتراح الغرض منه تثمين موارد الدولة، وزيادة في مداخيل خزينتها من العملة الصعبة، خاصة في ظل ارتفاع استغلال الغاز الطبيعي في البلاد. وذهب القيادي في تجمع أمل الجزائر، نبيل يحياوي، إلى نفس الطرح، حيث اعتبر عودة الحديث عن استغلال الغاز الصخري، أمرا طبيعيا على اعتبار أنه ثروة من الثروات التي تزخر بها البلاد، مضيفا أن حزبه مع استغلال هذا المورد بشروط، في حين استغرب الضجة التي صاحبت حديث الوزير الأول عن الغاز الصخري، قائلا: "هذا الملف مطروح على طاولة النقاش ولم يتم الفصل فيه نهائيا، فلا داعي لتسييس الملف". بالمقابل، اعتبر رئيس حركة مجتمع السلم السابق عبد الرزاق مقري، أن نية الحكومة اللجوء مجددا للغاز الصخري هو طريقة سهلة اختارتها الحكومة على "حساب سلامة الأرض والماء"، معتبرا في تعليق له على صفحته الرسمية الفايسبوك، سعي الحكومة لتعديل قانون المحروقات وفتح الباب للشركات الأجنبية لدخول الجزائر خطرا على حد قوله، مصرحا: "كل الواعين والمهتمين يعرفون الدور الاستعماري للشركات البترولية، والخراب الذي ألحقته بالدول التي حطت فيها رحالها"، مضيفا "الجزائر لا تملك تكنولوجية استخراج الغاز الصخري أي أنهم مع تدمير البيئة يريدون التفريط في السيادة". من جانبه، استغرب القيادي والنائب عن جبهة العدالة والتنمية لخضر بن خلاف، ل"الشروق"، عودة الحديث عن استغلال الغاز الصخري في هذا الوقت بالذات، لا في ظل الظروف المالية التي تعيشها البلاد، مذكرا بموقف حزبه من هذا الملف عندما طرح تعديل قانون المحروقات على البرلمان، قائلا "استغلال الغاز الصخري يتطلب إمكانيات مالية ضخمة.. والجزائر في الوقت الراهن ليس بإمكانها توفيرها"، متسائلا "من أين نأتي بالمال يا أويحيى هل من طبع النقود؟"، وأضاف بن خلاف أن الجزائر لديها إمكانيات ضخمة لم يتم استغلالها على غرار الاهتمام بالطاقات المتجددة كالشمس والرياح. كما استغرب رئيس كتلة تحالف حركة مجتمع السلم بالبرلمان، ناصر حمدادوش، في منشور له توجه الحكومة لاستغلال الغاز الصخري، قائلا "لقد سبق أن رفضنا هذا التوجه، لما ينطوي عليه من تكلفة باهظة على مستوى المياه الجوفية والخطر على البيئة والإنسان".