رغم أنها لم تتجاوز ثلاثة وعشرين ربيعا، والأكثر من ذلك، رغم أن دراستها الجامعية بعيدة عن عالم الأدب والرواية، حيث درست الهندسة المعمارية، وتخرجت بها، إلا أنها تمكنت من إصدار أول رواية لها بالإنجليزية تحمل عنوان "الحزن المخفي"، وتستعد للمشاركة بها في المعرض الدولي للكتاب، الأمر الذي يرشحها لأن تكون أصغر كاتبة تنشر رواية بالإنجليزية في الجزائر. وعن هذه الخطوة، قالت فدوى شاوي ل"الشروق" إن حبها للإنجليزية، وباعتبارها لغة عالمية جعلها تقدم على ذلك كخطوة منها من أجل تشجيع الكتابة بها في وسط الشباب، لأنها لغة عالمية، ولغة التطور والتكنولوجيا عكس اللغة الفرنسية. وعن انجذابها إلى الإنجليزية، واتخاذها وسيلة للكتابة، وقبل تعلمها رغم أنها لم تكن ضمن مجال دراستها، كشفت أنها كانت تحب الإنجليزية كلغة كما أحبت الأدب الإنجليزي والسينما الأمريكية، ولجأت إلى الكتابة لأنها تعتبر الورقة والقلم الوحيد الذي يتحمل أفكارها بينما الناس لا، وترى في الكتابة أنها "تحمل أحزانك وأفكارك وتناقضاتك، بينما الناس لا.. الكتابة صديق وفي". وتضيف أيضا أنه عندما يتعلق الأمر بالكتابة "فأنا أفضل الكتابة عن تجارب محزنة للإنسان لأن السعادة مسار واضح، نحن جميعا نعرف ما هو حلمنا والسعادة هي حلم ولكن يمكن للحزن والخوف أن يكون عائقا بيننا وبين أحلامنا"، وتتضمن روايتها كيفية التقليل من معاناة الناس، من خلال كتابة قصص عن حزن الناس الغرباء ولكن دون ذكر أسمائهم، لأنه ليس الاسم الذي جعل القصة، عاشها الجسد، والروح تعاملت مع كل الألم، ولكن في الواقع لم يكن هذا سوى وسيلة ذكية لجعلهم يكتبون قصتهم الخاصة، وحزنهم لأنها كانت تعلم أن كل واحد منهم لديه قصة لتروى. ومن خلال خلق بيئة مليئة بالثقة بعيدا عن الحكم والشعور بالشفقة تجاه صاحب القصة الحزينة، سوف يتمكنون من إخراج الألم من قلوبهم، وتحرير أنفسهم بمعاناة أقل.